رئيس التحرير
عصام كامل

سياسة «الصدر المفتوح»!


يتندر المصريون عادة على من يقتحم مجالسهم بكلام أو تصرف مفاجئ بالقول إنه داخل علينا (بفتحة صدر).. أي يتكلم أو يتصرف بشكل مفاجئ وصادم وبدون تمهيد أو تهيأة الأجواء لما يقوله أو يفعله.. وهذا الموضوع ينعت من يقوم به بأنه يفتقد فنون السياسة ومهارة الساسة.


لكن أسلوب (الصدر المفتوح) ليس تكتيكا مقصورا على سلوك الأفراد فقط ولكنه للأسف سلوك تلجأ إليه أحيانا حكومات ودول، وذلك عندما تفاجئ أو بالأصح تصدم المواطنين بقرارات مفاجئة أو مواقف مفاجئة دون تمهيد أو شرح أو تهيأة أو إعداد ذهنى للرأى العام.. أي أنها تعامل الرأى العام بذلك المنطق الذي نرفضه وتعمل به الجماعات والهيئات والمنظمات غير الديمقراطية وهو منطق (السمع والطاعة)!

وللأسف أيضا هذا أسلوب لا يفيد الحكومات بل يضرها.. ولعلنا نتذكر كيف كانت صدمة قرارات رفع الأسعار في يناير 1977 قاسية لدرجة أنها أنتجت فورا انتفاضة جماهيرية عارمة.. ونتذكر أيضا كيف كانت صدمة الإعلان الدستورى للرئيس الإخوانى مرسي الذي منح نفسه سلطات شبه الهية وكانت بداية النهاية لحكم الإخوان.

نصيحتى للحكومة ولكل المؤسسات المصرية بما فيها البرلمان الابتعاد عن سياسة (الصدر المفتوح).. فقد نال المصريون نصيبهم وأكثر من الصدمات.
الجريدة الرسمية