رئيس التحرير
عصام كامل

بروظة وعنترة وعبث بالثورة السورية


جيشنا السورى الحر بتشكيلاته الثورية الشعبوية يخوض أسمى معارك البطولات والتحرير، ويُسطر بدمائه الطاهرة ملاحم العزّ والفخار، وأقصد هنا أولئك الأبطال الشجعان الذين زادوا عن الوطن بأرواحهم ودمائهم الذكية وأموالهم دفاعا عن العرض والحرية والكرامة، وتناسوا أنفسهم فى سبيل رفعة الوطن وتحرره من يد "آل الأسد" أعتى عصابة عرفها التاريخ الإنسانى إجراما وسفالة وتألها على الله، تلك الأسرة الأحقر التى لن نتراجع عن تطهيرها إلى آخر شبر عن الأرض السورية.


ولكن حديثنا اليوم ليس عن أولئك الأبطال من أبناء شعبنا، بل عن قلّة من شواذ أفاقين، وعصابات مُسلحة سمّت أنفسها بسرايا وألوية وحركات نسبت نفسها إلى الجيش الحر وحاشاه أن يقبلهم فى صفوفه، وما هم إلا لصوص وقطّاع طرق، علينا جميعا مواجهتهم، عن طريق تدعيم قوّة القضاء، وإنشاء قوى شرطية مناطقية تحمى الممتلكات، وقوى رديفة مُساندة أثناء الاقتحامات، وسيأتى تفصيل ما أذكر من خلال السياق.

فشعبنا السورى لم يسع لتحرير الأرض من رجس آل الأسد وعصاباتهم، ليُمتحن بعصابات نسكت عنها، وأنا هنا أتكلم عن مدينة حلب على الخصوص، وستتلوها حلقات أخرى عن باقى المدن السورية ممن ابتلى بهذه القاذورات ما يجرى على الأرض من واقع مؤلم ومؤسف أمر يصعب الحديث عن شرحه من اللعب والعبث فى الساحات والجبهات من شواذ أفاقين ومجرمين دخلوا على الخط بقصد الإضرار بالثورة.

ومن بعض المتثورجين ظلما والوصوليين والمتسلقين ممن هم فى الخارج، وما تستدعيه الفترة القادمة يحتاج إلى المزيد من ترابط الصفوف وتركيز الدعم لمن يستحق ولمن أثبت المصداقية والجدية وليس للعابثين، وخاصة ونحن على أعتاب تحرير دمشق، لأن الدعم فى السابق لحلب فى الثمانية أشهر الماضية، لم يكن له أثر فى الواقع الحالى الملاحظ فى التغيير الفعلى على المستوى السياسى أو العسكرى.

وقد رأيت بعينى تفكك بعض الجبهات والانسحابات والخذلان من فئات مجموعات العصابات والمتاجرين، وهذا ما شهدته بنفسى، ناهيك عن الاقتحامات التى يقوم بها هؤلاء ولا يُرتجى من وراءها إلا الاستيلاء على الأملاك والغنائم من مواطنى وأهالى حلب بالذات، بقصد تتحول الحاضنة الشعبية إلى ناقمة.

وهذا هو المُرتجى من وراء دفع أمثال هؤلاء المأجورين المدفوعين، والمتوجب علينا مُحاربتهم ومواجهتهم مع عصابات النظام، كى يكون ثوارنا مسنودى الظهر، والقتال بالصادقين المخلصين خير من التجمع الفارغ، وإن أعجبتنا كثرتهم وكان آخر ما نهبته تلك العصابات فى منطقة الشيخ مقصود من قبل العصابات المُسماة بغرباء الشام، أو أحرار سوريا التى يُسيطر عليها زنديق أشر اسمه أحمد العفش، والذى يحمى الكلية الجوية التابعة لعصابات آل الأسد ولا يُحاصرها كما يدعى، ويمنع أى اقتحام لها من أى مجموعات مقاتلة، فى لفتة مكشوفة وواضحة لعمالته، وقبضه ثمن الحماية الجوية من عصابات آل الأسد، والتسول عليها لما يزيد على السبعة أشهر بحجة الحصار.

عدا السرقات وقطع الطرق والاستيلاء على الممتلكات والمحلات، وما يقوم به من تقطع ليس له من الجزاء إلا جزاء المُحاربين لله ورسوله ولعامة المسلمين، عدا حاجز بستان القصر كراج الحجز الذى يُعرف بممر رفح، الذي يُعتدى ويُتقطّع فيه على الناس، ويُعلن فيه الولاء للمجرم بشار عند الضغط عليهم.

وهذا ما أردت أن أكشفه لأضع القارئ والمتابع والمتبرع بحقيقة ما يجرى ، وإلى أين يجب أن تذهب أمواله وتبرعاته لتصب فى المكان الصحيح الذى نستطيع أن نُرشده، خير من أن تكون باب وبال على الثورة وفئة أخرى كجبهة التوحيد المؤسفة التى لا تتطلع إلا لمصالحها.

وكان آخر ما أقدمت عليه، انسحابها من جبهة عزيزة والكروم القاطعة الدعم عن مدرسة المدفعية المُحاصرة، والمتوقع استسلامها خلال أيام، بدعوى نفاذ الذخيرة، لأهرع حينها إلى أماكن متعددة، وإلى ساعة متأخرة من الليل أتابع من يقومون على سد الثغرة، ليتبين لى أن جبهة التوحيد هى من أكثر الحركات مئونة بالذخيرة والسلاح، دون أن نفهم أى مغزى والمُراد من هذا الانسحاب المُخزى.

فالبعض قال بأنه قُبض ثمن هذا الانسحاب، والبعض الآخر قال بأنهم ذهبوا إلى أماكن أخرى بدواعى البحث عن الغنائم، بعدما جفّ هذا المكان من الفوائد المادية، لأن أرض المرابطة تحتاج إلى الرجال المخلصين، وليس إلى النفعيين.

وللحديث بقية ...
الجريدة الرسمية