«كوبر».. وقتل السياحة
جميل جدًا أن يشترك المدرب الأجنبي كوبر، المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم، في حملة دعائية تقوم بها إحدى شركات الاتصالات، والأجمل تلك الأجواء التي أحاطت بتلك الحملة الإعلانية التي ما لبثت أن حازت إعجاب الجميع، وصارت حديث المقاهى والأندية، وقطاع عريض من الناس خصوصا عشاق الساحرة المستديرة لأن من يقوم بها أحد المدربين المشهورين عالميا في كرة القدم..
وقد حاز رضا قطاع كبير من الجمهور المصري بعد تألقه مع المنتخب الوطني في البطولة الأفريقية الأخيرة التي وصل فيها للأدوار النهائية، إلا أنه لم يحصد البطولة بسبب سوء حظه في النهائيات، ولكن هذا لا يمنع كونه من المدربين الذين نالوا رضا وشعبية كبيرة في الشارع المصري، لكن يبدو أن المسئولين عن الحملة لم ينتبهوا لما وقعوا فيه من خطأ دفاعي قاتل، قد يصيب السياحة المصرية في مقتل، وهي لا تحتاج إلى ذلك في هذا الوقت تحديدا الذي نأمل فيه وبشدة عودتها إلى سابق عهدها والترويج للمنتج والمقصد السياحي المصري.
الحملة الإعلانية أظهرت كابتن كوبر يبحث عن مكان لتناول الطعام فيه برفقة مساعده محمود فايز الذي يظهر في الحملة باحثا عن مكان لتناول الطعام، ويهديه تفكيره إلى منطقة الحسين.. وهي قبلة السياح العرب والأجانب لتناول الوجبات الشعبية والفاخرة، حيث يتناول مستر كوبر طبق «الفتة» الشهير، وبدلا من الترويج السياحي لتلك المنطقة التي تعاني من الركود الاقتصادي والسياحي، وإظهارها بالمظهر اللائق نجد الإعلان يظهر المدير الفني بعد تناول الوجبة محمولا على كرسي متحرك يفهم منه أنه أصيب بوعكة صحية، وهو ما لا نتمنى حدوثه للكابتن كوبر ولا لأي سائح عربي أو أجنبي يأتي لبلادنا، خاصة أن السياحة تعد من أحد مصادر الدخل القومي، وهي في أمس الحاجة إلى الترويج لها بدلا من طعنها في مقتل على يد مسئولي الحملة الدعائية المسيئة للمنتج السياحي المصري.
وحسنا فعل الأزهر وشيخه بمنع إعلان الفنانة دلال عبدالعزيز في إعلانها المسيء عن أزمة مياه الشرب في مصر.. ونتمنى أن ينتبه مسئولونا لمثل هذه الحملات الدعائية حتى لا تسيء لنا.