حدث بالفعل مع كروديا التموين
والله العظيم حدث بالفعل.. الحكاية التالية أذكرها دائما من رمضان الفائت.. قبل رمضان بيوم أقبل علينا صديقى وهو باشا مسئول كبير بالرقابة التموينية في حالة نشوة غريبة، وبدا وكأنه حقق نصرًا مؤزرًا.. سألناه عن سبب النشوة فقال إنه اشترى كيلو قمر الدين بــ8 جنيهات فقط بينما يطرحه البعض بأزيَد من 40 أو50 جنيهًا للكيلو.. فرد عليه صديق آخر قائلًا ياعبيط.. ما اشتريته ليس قمر الدين وإنما هو جزر مطبوخ ومضغوط فيبدو باللون الأصفر متماسكًا كما لو كان قمر الدين من المشمش.. غضب صديقى المضحوك عليه.. فقلت له ولِمَ الغضب؟ قال: مش عارف أقول لمراتى إيه ؟ دى لو عرفت أنه جزر هاتدهْوِلنى !
فقلت له ولا يهمك حلها بسيط جدًا.. قال لى: إزاى؟ قلت له: هات الورقة واكتب عليها (جَزَر الدين)!
* * *
{2ــ مشهد للمناكيد فقط}
*(كلاكيت للمرة الثانية وكل رمضان وأنتم طيبون.. التقى حامد وصديقه سيد قُشَاط بالعتبة في نهار رمضان.. سيد بيده كيسًا أسود وقد انتفخ بحصيلة التسوق.. يسير الاثنان في اتجاه موقف الميكروباصات وأثناء سيرهما يتبادلان الحديث).
ــ حامد: كل سنة وأنت حلو يا عزيزى.
ــ قُشاط: وأنت طيب ياعم.. (ثم ببعض العصبية) هي شغلانة؟!
ــحامد:هههههههه.. معلش، أناعاذرَك طبعًا.
ــ قُشاط: عشان السجاير يعنى؟
ــ حامد: لأ.. علشان أول سنة صيام بتبقى صعبة شوية!
ــ قشاط (بصوت خفيض): ماتزعَّقْش.. ماتفضحنيش.
ــ حامد: ماشى ماشى.. بس بجد إيه رأيك في الصيام؟
ــ قشاط: ماكنتش أعرف أنه حاجة جميلة ورائعة بصراحة.
(يستقلان ميكروباص.. يجلس قشاط بجوار سيدة عجوز، ويضع الكيس الكبير بينه وبينها)
ــ السيدة "وهى تزيح الكيس": وسَّع ياخويا الكيس الكبير ده.. هو تقيل كده ليه؟ فيه إيه ده؟
ده.. هو تقيل كده ليه؟ فيه إيه ده؟
ــ قشاط "بقنعرة": شوية قراصيا، على جوز، على لوز، على بيكان، على شوية كاجو.
ــ السيدة "تدعو بتضرع": ربنا يشفيك يابنى.. كل دى أدوية من الأجزخانة؟!
ــ قشاط: أدوية إيه يا حاجة.. دا ياميش.
ــ السيدة "بعفوية": يَامِيش الحديدى؟
ــ قشاط: ههههااى..لأ.. ياميش رمضان، كل سنة وإنتى طيبة.
(يتدخل سائق الميكروباص في الحوار)
ــ السائق: هو سيادتك بتشتغل إيه بالظبط ياباشا؟
ــ قشاط "باستعلاء شديد": أنا موظف حكومة.
(فجأة.. يغير السائق خط سير الميكروباص المعتاد)
ــ قشاط: رايح فين ياجدع؟!!
ــ السائق والركاب: مشوار صغير لجهاز الكسب غير المشروع.
ــ قشاط "بدهشة": ليييييه؟!
ــ السائق: هو في موظف بيشترى ياميش اليومين دول؟!
ــ قشاط "بذعر": ما تقول حاجة يا حامد؟
ــ حامد: أقول لك ايه؟ أنا لو أعرف إنك شايل الحاجات دى في الكيس ماكنتش مشيت معاك.
ــ قشاط: ليه يعنى؟!
ــ حامد: الحاجات دى دخلت جدول المخدرات في الأجزاخانات يا قشاط.