رئيس التحرير
عصام كامل

الوادى الجديد.. المعدات تحصد أحلام شباب الخريجين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أثار قرار إزالة التعديات على أراضى الدولة موجة من الغضب والجدل بمحافظة الوادى الجديد، خاصة أن هناك العشرات من شباب الخريجين والأسر محدودة الدخل تضرروا بشكل كبير من القرار الذي لم يرحمهم أو يوفر بديلا لهم، في ظل عدم قيام الدولة بتوفير فرص عمل لهم أو حتى تقديم تسهيلات تمكنهم من إنشاء مشروعات خاصة بهم، متهمين الحكومة بأنها لم تراع ظروفهم وبدأت في تنفيذ القرار دون دراسة أو استثناءات.


أحمد جويد، من مدينة الخارجة، وأحد شباب الخريجين، أكد أن الطبقة الفقيرة والمهمشة تحتل المرتبة الأولى في قائمة المتضررين من قرار إزالة التعديات، خاصة أن القرار تم البدء في تطبيقه على شباب الخريجين والفقراء دون رحمة أو وضع اعتبارات لظروفهم بل تم معاملتهم مثل كبار المتعدين ومافيا تجار الأراضى والذين وضعوا أيديهم على آلاف الأفدنة دفعة واحدة وفى أماكن مميزة.

“جويد” أشار إلى أنه صدر قرار إزالة جائر وغير مدروس في حقه ومعه أكثر من 20 أسرة أخرى لإزالة الأراضى الخاصة بهم بجوار مطار مدينة الخارجة والتي قاموا باستصلاحها وزراعتها على نفقتهم الخاصة منذ 6 سنوات، لافتا إلى أن كل أسرة تمتلك 4 أفدنة فقط ولها بطاقة حيازة لصرف الأسمدة الشتوية والصيفية، كما يتم دفع إيجار سنوى لكل فدان مستصلح، إلا أن ذلك لم يمنع المحافظة بالبدء في تنفيذ قرارات الإزالة بحقهم دون سبب أو حتى الانتظار لحين البت في الشكوى المقدمة من جانبهم.

في ذات السياق قال محمد عبد الله، أحد المتضررين من قرارات الإزالة بمدينة الخارجة: الوحدات المحلية بدأت في التسابق في تنفيذ قرارات الإزالة وكأنهم في ماراثون للجرى دون مراعاة لظروف المواطنين، خاصة من الطبقة الفقيرة والكادحة والتي لم توفر لها الحكومة مصدر رزق، كما أن غالبية القرارات التي تم تنفيذها في الوادى الجديد استهدفت شباب الخريجين والفقراء ومن ليس لهم دخل أو عائل.

وأضاف: توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت واضحة وهى استرداد الأراضى المنهوبة من تحت يد وتصرف رجال الأعمال ومافيا الأراضى وليس تدمير الطبقة الفقيرة وأصحاب الدخل المتوسط، مع الأخذ في الاعتبار أن غالبية شباب الخريجين الصادر في حقهم قرارات إزالة، سبق أن طالبوا المحافظة بتقنين أوضاعهم، لكن الروتين والعراقيل التي كانت تضعها المحافظة والشروط القاسية التي تفرضها عليهم جعلتهم عاجزين عن تقنيها حتى بعد استصلاحها وزراعتها. في حين قال أحمد عبادي، أحد شباب الخريجين من واحة بلاط: ما قامت به محافظة الوادى الجديد من حملات إزالة ضد مشروعات الشباب الصغيرة تعطيل لحركة التنمية ويخالف قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهناك مئات الآلاف من الأفدنة المنهوبة في الواحات، ولكن المحافظة تركت كل هذا وتغاضت عنه وبدأت في توجيه حملات الإزالات نحو مشروعات الشباب الذين اقترضوا الأموال من بنوك التنمية لتعمير وزراعة الصحراء.

وأكمل: أغلب شباب الواحات الذين قاموا بتنفيذ المشروعات الزراعية الصغيرة اقترض كل منهم ما لا يقل عن 200 ألف جنيه، وذلك لحفر آبار العيون السطحية وتمهيد الأرض وتسويتها وزراعتها، والمحافظة بدلا من أن تساعد الشباب شنت ضدهم حملات الإزالة وبدأت في هدم مشروعاتهم الصغيرة.

من جهته قال محمد سيد منصور، من واحة بلاط، أحد المتضررين من قرارات الإزالة: فور إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسي القرار بمواجهة واضعى اليد على أراضى الدولة، قام رؤساء الوحدات المحلية على الفور بحصر جميع التعديات بما فيها الزراعات القائمة والمعمرة في الأرض منذ سنوات وقاموا بإزالتها، وتم إزالة 50 فدانا زراعية جميعها مشروعات لشباب الخريجين وممن ليس لهم دخل، والأراضى التي تم إزالتها هي مصدر الدخل الوحيد لهم.

من جانبه كشف اللواء أشرف شاش، سكرتير محافظة الوادى الجديد، أن هناك 2378 حالة تعد بالزراعة والبناء على أراضى الدولة تم إزالة أغلبها ويتبقى منها 753 حالة، مشيرا إلى حالات التعدى على الأراضى طالت نحو 87 ألفا و141 فدانا جميعها تعديات بالزراعة، بالإضافة إلى 223 ألفا و711 مترا مربعا تعديات بالبناء.
الجريدة الرسمية