السياسي الشاطر والسياسي الخائب!
مفهوم أن يغضب الإخوان من القرار المصرى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، فهم ينعون أنفسهم الآن ويخشون ما ينتظرهم بعد أن أوشكوا خسارة واحدة من أهم الدول الداعمة لهم.. لكن أن يخرج علينا البعض ممن لا علاقة لهم بالإخوان ومنهم من يرفضون جماعتهم بالتشكيك في ذلك القرار المصرى، رغم أن بعضهم كان يلوم من قبل الإدارة المصرية لتأخرها في الرد على دعم قطر للإخوان وتمويلها للعنف والإرهاب في مصر.
نعم دول الخليج صبرت أو بالأصح سكتت طويلا جدا على مؤامرات الحكم القطرى ضد مصر.. وذات الشيء حدث من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.. وبالتأكيد الدافع المباشر للمملكة العربية السعودية للتحرك أخيرا ضد قطر ليس مصريا وإنما هو أمر يخص الشـأن السعودى.. وليس مستبعدا احتمال أن يتم التوصل إلى تسوية في نهاية المطاف بين قطر وباقى الأشقاء في البيت الخليجى على غرار ما حدث من قبل، خاصة أن أمريكا تتحدث عن ضرورة احتواء أزمة البيت الخليجى.
كل ذلك صحيح.. ولكن الصحيح أيضًا أن مصر وجدت الفرصة مواتية في ظل هذه الظروف لكشف وفضح الدور القطري الذي يهدد أمنها القومي ويدعم العنف والإرهاب وأيضًا لتكثيف الضغوط على قطر في هذا الصدد.. والسياسي الشاطر يستثمر الفرص المواتية ليحقق أولا أكبر المكاسب وليتجنب الخسائر.. وأرجو ألا يغلب البعض مواقفه المعارضة للحكم القائم على ما تقتضيه المصلحة العامة للوطن وأمنه القومي.
