إسرائيل.. وفكرة قصف سيناء بقنبلة نووية عام 1967
التسريب الذي نشرته "النيويورك تايمز" ونقلته صحف أجنبية أخرى "كالتلجراف" البريطانية عن تفكير إسرائيل في إلقاء قنبلة نووية عام 1967 على سيناء في حال خسرت الحرب يشير إلى كيفية تفكير القيادات الإسرائيلية، وإدارتها إلى الصراع.. المعلومة صحيحة غالبًا، إذ لم تعلق الخارجية الإسرائيلية على التسريب.
الصحف الأجنبية قالت إن المعلومة المسربة تشير إلى المناخ المتوتر بين مصر وإسرائيل في ذلك الوقت.. لكني أرى أن المعلومة تتعلق بالحاضر وليس بالماضي، وأعتقد أنها لن تمر مرور الكرام على القيادات في مصر.
لم يكن الوضع العسكري المصري في عام 1967 يسمح بالوصول إلى تل أبيب أو القدس، بما يعني أن إسرائيل كانت ستخسر الحرب لكنها لم تكن ستخسر الأراضي التي تحتلها، ومع ذلك كانت تفكر في قصف سيناء بقنبلة نووية.
صحيفة "التلجراف" قالت إن المعلومة لم يتم نشرها رسميا، لكن نقلها الكاتب الإسرائيل "أفنر كوهين" نقلًا عن اللواء الإسرائيلي "إسحاق ياكوف" المسئول عن تطوير الأسلحة النووية في ذلك الوقت.. المعلومة كما ذكرت "صحيفة الأخبار اللبنانية"، ذات مغزى، فلماذا تُسرب إسرائيل معلومة تضرها، وبخاصة في ظل وجود معاهدة سلام مع مصر؟ صحيفة الأخبار اللبنانية قالت إن إسرائيل لم تستهدف بهذا التسريب مصر، ولكنها تخص بها أعداءها.. إذا تجاوزنا ما قالته صحيفة الأخبار، فإن المعلومة المسربة عن نية إسرائيل قصف سيناء بقنبلة نووية في حال ما خسرت حرب 1967 لها دلالات يجب التوقف عندها:
أولًا: شراهة إسرائيل إلى التسلح غير التقليدي، فالمعلومة تشير إلى أن إسرائيل كانت تمتلك سلاحًا نوويًا عام 1967 ولم يكن قد مر على إنشائها عشرين عامًا.
ثانيًا: إن إسرائيل على استعداد لاستخدام أسلحة محرمة دولية في حروبها.
ثالثا: إن إسرائيل كانت ستبرر استخدامها لسلاح محرم دوليًا.
بعد هذه المعلومة التي لا تقل خطورة عن السلاح نفسه، يجب أن يكون هناك توجه إلى وجود شرق أوسط خالِ من السلاح النووي رضيت إسرائيل أم رفضت، وإلا فما الذي يعطي الحق لإسرائيل في امتلاك سلاح نووي بينما لا يحق لدول أخرى امتلاك السلاح نفسه؟
أعرف أن إسرائيل تتذرع دائما بأنها لم توقع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، حسنًا فلتخرج الدول من هذه المعاهدة وتسعى لامتلاك سلاح نووي، أو فليتم نزع السلاح النووي الإسرائيلي.. فما الذي يضمن لمصر –بعد هذه المعلومة– ألا تستخدم إسرائيل هذا السلاح فعلا ضد مصر.
صحيفة "الجارديان" البريطانية نشرت تقريرًا في يناير 2014 -نقلا عن "مبادرة المخاطر النووية"The Nuclear Threat Initiative (NTI)- تقول فيه إن إسرائيل تمتلك 86 رأسًا نووية.. فبماذا تفعل إسرائيل بكل هذه الرءوس النووية التي يمكن وضعها على صواريخ تتجه إلى ضرب مدن بإكملها.
لا نعرف بعد، هل فكرت إسرائيل في استخدام سلاح نووي في حرب 1973؟ أما السؤال المرتبط بالحاضر: هل ستستخدم إسرائيل سلاحًا نوويًا إذا ما فكرت في ضرب إيران؟