صناع الغلاء !
في ظل الانشغال بقطع العلاقات الدبلوماسية وغير الدبلوماسية مع قطر، وهو أمر يستحق الانشغال به، لم يهتم أحد بخبر استمرار معدل التضخم في الزيادة والارتفاع ليسجل قرابة 32% طبقًا لتقديرات جهاز التعبئة والإحصاء.
وهذا أمر لا يجب أن يمر بدون وقفة حكومية أمامه.. لأن هذا معناه أن كل الجهود التي قامت وتقوم بها الحكومة وخاصة توفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة عبر عدد من المنافذ، وآخرها معرض "أهلا رمضان" لم تفلح في السيطرة على معدل التضخم وكبح جماح الغلاء وإيقاف الزيادة الكبيرة في الأسعار.. ولا يصح تفسير أو تعليق استمرار معدل التضخم في الزيادة على هذا النحو بحجة تعويم الجنيه المصرى..
فالمفروض أن تأثير التعويم حدث من قبل وسعر الجنيه منذ بضعة أشهر وهو تقريبا شبه ثابت أمام الدولار الأمريكى وبقية العملات الأجنبية.. وكان من المتصور على الأقل ثبات معدل التضخم خلال هذه الشهور لا زيادته على هذا النحو.. كما أن لجوء البنك المركزى إلى زيادة سعر الفائدة لم يهذب أيضا معدل التضخم أو يوقف زيادته.
لذلك على الحكومة أن تبحث عن حلول أخرى أجدى وأكثر فاعلية لمواجهة التضخم والغلاء.. وإذا كانت جادة فعلا في ذلك عليها بالاحتكارات والمحتكرين فهم صناع الغلاء والمتهم الأول في رفع الأسعار.. وهذ ما نقوله منذ أن انفلت عيار التضخم.
