الشاعر هشام الجخ: أنا صنيعة «السوشيال ميديا».. وأتلقى تهديدات مستمرة ولكنها «ضريبة الشهرة»
- حفلاتي تتعرض كثيرًا للمنع.. والأسباب مختلفة
- الجهات الأمنية تطلبني من وقت لآخر ولا أتلقى تعليمات
- من يمنعني من إلقاء قصائد معينة "بيزعل نفسه"
- لو لم أكن شاعرا لوددت العمل بالسياحة.. وأكره عصبيتي
- أقمت أكثر من 3 آلاف حفلة وقدمت 12 ألف موهبة جديدة
- لم اتأخر بإصدار كتاب.. والدواوين لا تصنع شهرة الشاعر
- ألقيت قصيدة "مشهد رأسي" رغم التهديدات بعدم الرجوع لمصر
- أقمت 3 قضايا ضد مكتبات نشرت دواوين باسمي
عدسة: ريمون وجيه - وفاء حسن
يؤكد لنفسه، أنه لم يحقق شيئا بعد، ما زال الطريق طويلا !.. أما على أرض الواقع وبمنطق الأرقام فهناك ٢٢ دولة عربية تتغنى بقصائده وترددها، وأكثر من ٣ آلاف أمسية شعرية أحياها في مصر والعام، قدم خلالها ما يقارب ١٢ ألف موهبة شابة، بواقع ٤ مواهب في الحفل الواحد.. ولكنه يؤكد "أنا لا شيء".
هو كما يلقبه محبوه "هويس الشعر العربي" هشام الجخ، الذي التقينا به في صالون "فيتو" على مدار ساعتين، فتحنا خلالهما ذاكرته ونبشنا عن بدايات موهبته، وصولا إلى جسارته في إلقاء قصائده السياسية في أكثر مراحل الوطن صعوبة، واختتمناها بأحلامه التي لم يحقق منها شيئا -على حد قوله-.
وإلي نص الحوار:
*ما طبيعة نشأة هشام الجخ في الصعيد ؟
نشأة هشام الجخ ليس بها أي شيء مختلف عن نشأة أي شاب صعيدي، والفكرة التي يظنها العامة عن الصعيد أنهم معزولون عن المدينة والتقدم، فالصعيد ليس غابة أو أدغال، ولا نسير في الصباح ونحن نحمل التماسيح على أكتافنا، فتلك الفكرة خيالية وخالية من الصحة بعض الشيء.
أنا ولدت وتربيت في مدينة سوهاج، والتي لا تختلف كثيرا عن القاهرة، حتى أن بعض الأحياء في سوهاج تعادل في رقيها أفخم أحياء القاهرة، باستثناء التجمعات السكنية "الكمباوند".
*متى كتبت أولى قصائدك ؟
لا أذكر تحديدًا متى كتبت أول قصيدة، ولكن أذكر أول قصيدة نشرتها في جريدة تدعى "صوت سوهاج" تابعة للحزب الوطني، وكنت في الثانية عشرة من عمري، وكانت القصيدة بالعربية الفصحى، لأنني على الرغم من ضعف قدرتي الشعرية آنذاك، إلا أنني كنت متمكنًا من القواعد اللغوية وبارع في النحو، لأن الوالدين "الحاجة بثينة، والأستاذ كامل" كانا في سلك التدريس، وأذكر جيدًا أن الجميع كان يقول لي "أيوه ياعم.. ابن الوز عوام"، نظرًا لبراعة أهلي في العربية".
*لماذا اتجهت إلى العامية بعد كتابتك للفصحى ؟
أنا أحب شعر الفصحى، لما لها من رونق مميز، إلا أن العامية هي الأقرب والأسرع في الوصول، وكنت في فترة من الفترات أسعى للوصول إلى الشهرة، ورأيت أن القصائد العامية ذات شعبية أكثر في الحفلات والأمسيات، لذلك اتجهت نحو العامية، ولكن عندما أتيحت لي فرصة المشاركة في مسابقة "أمير الشعراء"، أنها الفرصة المناسبة للانتقال من المحلية المصرية إلى العالم العربي ككل، وكانت أيضًا الفرصة لتحقيق حلمي في استعادة شعبية الشعر مرة أخرى.
وبالفعل كانت نظرتي للمسابقة في محلها، فالناس تحب البطولة، وعندما حققت مركز في المسابقة، فتحت الباب لشعراء كثيرين من خلفي ليكون الشعر هو حلمهم وهدفهم الذين يعيشون من أجله، وأصبح هناك أطفال الآن يحلمون بأن يكونوا شعراء، وهو أمر لم يكن موجود خلال السنوات الماضية.
*إذن مشروعك الأساسي كان استعادة هيبة الشعر والشعراء ؟
بالطبع.. ومازال المشروع مستمرا، فالآن هناك جيل جديد من الشعراء الذين يقيمون حفلات شعرية منتظمة، ومازلت أواظب على تقديم مجموعة من المواهب الشعرية الجديدة في جميع حفلاتي من أهل المدينة المقام فيها الحفل.
لقد أقمت أكثر من 3 آلاف حفل شعري، قدمت خلالها أكثر من 4 مواهب في كل حفلة، ما يعني 12 ألف موهبة على أقل تقدير.. وأنا أفعل ذلك ليتم تسليم الراية الشعرية من جيلي للجيل المقبل، حتى لا تتكرر الفجوة الزمنية التي عشناها بيني وبين آخر الشعراء من الجيل الذي سبقني.
*قلت أنك كنت تسعى للشهرة لاسترجاع شعبية الشعر، فهل الجخ صناعة "السوشيال ميديا" ؟
"يفكر".. نعم، بالفعل.. فالإعلام المرئي عبر شاشات التليفزيون، أصبح يستضيفني نتيجة شهرتي على مواقع التواصل الاجتماعي منذ عام 2009 و2010.
*لماذا تأخرت في إصدار ديوانك، وما سر إصداره رغم رفضك المسبق ؟
سأقص عليك أمرًا، في عام 2008 حصلت على جائزة أفضل شاعر شاب من اتحاد كتاب مصر، وكانت الجائزة عبارة عن ألف جنيه وإصدار ديوان على حساب الاتحاد، فأنا أخذت الكتاب وصرفت نظر عن إصدار ديوان، لأن الشهرة لا تأتي بنشر الكتب، فهناك الكثير من الشعراء الذين ينشرون دواوينهم ولا يسمع أحد بهم حتى الآن، وهذا ليس هدفي، فأنا أهدف إلى إعلاء شعبية الشعر، وزيادة تلك الشعبية لن تأتي بإصدار الكتب لأننا أصبحنا أمة لا تقرأ من الأساس.
لذلك كانت الخطوة الأولى هي تحقيق الشهرة لإعلاء الشعر، ومن ثم تأتي جميع المراحل التالية، ولم أكن معترضا على إصدار ديوان، وإنما كنت أحبذ إصداره بطريقة أكثر جنونًا، تتناسب مع المكانة التي وصلت إليها، وبالفعل عرضت على الكثير من العروض من داخل مصر وخارجها لإصدار إسطوانة لقصائدي، ولكن كان عندي إصرار وعزم داخلي أن تكون أولى اسطواناتي ودواويني تابعة لدار نشر مصرية.. وجميع العروض التي وصلتني كانت تقليدية في فكرتها، حتى جاءت دار أجيال للنشر، وقمنا بتجهيز الديوان من خلال عدة ورش بيني وبين الدار، حتى يخرج الديوان بالشكل المناسب.
*هناك العديد من الدواوين المنتشرة في الأسواق تحمل اسمك، فما طبيعة علاقتك بها ؟
بالفعل أجد العديد من الكتب الشعرية تحمل اسمي، وفي فترة إعدادي للديوان وجدت 3 دواوين تحمل اسم ديوان هشام الجخ، وبالفعل قمت برفع ثلاث قضايا على مكتبات مختلفة تبيع دواوين على اسمي وليس لي أي علاقة بها، رغم أنها باعت الكثير من النسخ وبالفعل كان جمهور حفلاتي يحملون تلك الدواوين المزورة للحفلات ويطلبون مني توقيعها.. وذلك كان سببا رئيسيا في عزمي على إصدار الديوان.
*ولكن هناك من يؤكد أن قصائد الجخ مسموعة أفضل من مقروءة ؟
ليست قصائد الجخ وحده هي الأفضل في الصيغة المسموعة، وإنما الشعر كله "يسمع ولا يقرأ"، فنحن الثقافة الوحيدة التي ابتكرت جمهورا وملتقيات للشعر، وله مكانة عالية لدى الشعوب العربية، حتى وصل حد شعبيته إلى استخدامه كدعاية، مثلما حدث في قصيدة "قل للمليحة بالخمار الأسود"، والتي استخدمت كدعاية للخمارات السوداء، ونالت شهرة واسعة فيما بعد.
*ما سر ارتفاع سعر الديوان عن أيام طرحه في معرض الكتاب بدورته الماضية ؟
لا أعرف سياسة التسعير للديوان، وليست لي علاقة بها، ولكن من المؤكد أن تكلفة الوحدة في الطباعة الأولى كانت أقل من الآن، لأن الكمية التي طبعت في الطبعة الأولى كانت كبيرة جدًا.. بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الورق والطباعة في الوقت الحالي.
*أين مشروعك مع ماجدة الرومي ؟
سيصدر قريبًا ولكن أحاول التمهل لإنتاج عمل يليق باسم ماجدة الرومي ومكانتها الفنية الكبيرة.
*ما طبيعة المشروع ؟
هما مشروعان وليس مشروعا واحدا، أولهم مع السيدة ماجدة الرومي، والآخر مع السيدة أصالة، واحد بالعامية والآخر بالفصحى، وطبيعة مشروع ماجدة يدور حول القومية بشكل واسع.
*كنت أحد المبشرين بـ 25 يناير، وجازفت بقصائدك في الثورة.. فهل تلقيت تهديدات خلال مشاركتك في أمير الشعراء أثناء الثورة ؟
نحن نتحدث عن الثورة الآن، وكأنها حدث عادي، ولكن لو عدنا بالزمن إلى الوراء، لتتذكر وتيرة الأحداث المشتعلة آنذاك، وتدرك مدى المجازفة التي خضتها.
كنت خلال الثورة مشارك في برنامج أمير الشعراء، وكان البرنامج يبث على الهواء إسبوعيًا يوم الأربعاء، وقبل بث الحلقة التي قلت فيها قصيدة "مشهد رأسي من ميدان التحرير"، وحاول طاقم البرنامج إثنائي عن قول القصيدة في ظل الأحداث المشتعلة، ولكني صممت على الأمر، لأن القصيدة لا تصلح إلا في ذلك الوقت، ولو أنها قيلت بعد الثورة لفقدت مذاقها وتأثيرها، قلت القصيدة وسط التهديدات التي وصلتني على مدار ثلاثة أيام متواصلة، وكانت تطالبني بأخذ أهلي، وتتوعدني بعدم دخول مصر مرة أخرى.. ولكن عزمت على الأمر، لأن النجاح الحقيقي يأتي وفق إحساسك الداخلي بالناس.
*هل تم منع حفلات لهشام الجخ ؟
نعم تم منع حفلاتي في جميع الأوقات، قبل الثورة وبعدها وأثناء المجلس العسكري والإخوان والسيسي أيضًا، ولكن مع اختلاف أسباب المنع من فترة حكم إلى الأخرى.
وأذكر أنه كان عندي حفل في مكتبة الإسكندرية في 23 يناير 2016، فحدثتني إدارة المكتبة وحاولت تأجيل الحفل حتى لا يتزامن مع ذكرى ثورة يناير، واتفقنا على تأجيله ليوم 30 يناير، بحجة وجود صيانة في المسرح.
*هل تطلبك الجهات السيادية للجلوس معك ؟
نعم.. تطلبنا الجهات السيادية من وقت لآخر، وأقصد هنا الشعراء أو المثقفين بشكل عام، وجلستنا معهم لا تعني وجود تنسيق بين الطرفين أو تعليمات، ولكن تكون مجرد شرح لطبيعة الأمور في البلاد.
*هل تحاول الابتعاد عن إلقاء قصائد معينة خلال حفلاتك وفقًا لطبيعة الأمور السياسية ؟
لا.. ولا يصح ذلك من الأساس، لأن القصائد منشورة بالفعل، ومتاحة عبر مواقع التواصل والقنوات، فلا يمكن خداع جمهوري وعدم إلقاء قصائد بعينها، لأن تلك القصائد موجودة بالأساس.
*هل توجد قصائد لك تم منعك من إلقائها ؟
أذكر أن قصيدة "آخر ما حرف في التوراه" جاء عليها ملف أحمر خلال وجودي بالجامعة عام 1998، وتعاملت مع الأمر بهدوء، وأوقفت إلقاءها آنذاك، لأن الجهات الأمنية تتعامل مع القصائد على أنها مجموعة ألفاظ وليست فكرة، فلو أن القصيدة بها ألفاظ غير مرغوب بها، أستطيع قول غيرها بدون تلك الألفاظ ولكن تحمل الفكرة نفسها.. وهذا ما لا تعيه الأجهزة الأمنية.
*لو اشترط عليك مكان ما، عدم قول قصائد بعينها، هل ستقبل بإقامة الحفل ؟
من يفعل ذلك، يدرك تمامًا أنه يضع نفسه في وضع محرج معي، ما يعني أنه "هيزعل نفسه"، وفي أحد الحفلات التي أقمتها في الشرقية، كنت أستعد للصعود على خشبة المسرح، ومن ثم جاءني أحد المنظمين يحاول منعي من إلقاء بعض القصائد نظرًا لوجود "المأمور" ضمن حضور الحفل، فصعدت على المسرح وقلت "فين بقا المأمور؟"، ومن وقتها أصبحت "حفلة المأمور" من فرط ما فعلته على المسرح.
*هل تغضب من التهديدات والمضايقات المستمرة ؟
لا، ولا أفكر فيها أو أعير لها بالا، فضريبة أن تكون شخصا مختلفا ليست بالسهولة التي يتصورها العامة، وأنا مقتنع تمامًا بالنظرية التي كان يتم تدريسها في المسرح، وهي أن خشبة المسرح تكون في مستوى رأس الجمهور، أي أنهم وضعوا حذاءه في مقابل جبهتهم، والجمهور الذي يسمح لك بمثل هذا الوضع، له عليك حق، ويتمثل ذلك الحق في دفع ضريبة الاختلاف، وهي منزلة عالية جدًا يجب أن أصونها وأحافظ عليها طيلة عمري.
*هل يخاف الحاكم من الشاعر ؟
هو لا يخاف من الشعر، وإنما يخاف من الفن ككل لأنه قادر على تحريك الرأي العام وتوجيه مشاعره.. أما قديمًا فكان الحكام فعلا يخافون من الشعراء، لذلك كان لكل حاكم شاعره الخاص الذي يغدقه بالخيرات، لأن الشعر آنذاك كان أكثر الفنون تأثيرًا وشعبية عند المتلقي.. أما الآن فهم يخافون من الفن كله لقدرته، فالفن دوره هو شرح آلام الناس، وليس حلها، فالحل عند الجهة المختصة وليس عند الفنان، فالفن هو المرآة للعصر والشعب، والحكام يخافون من المرايا العاكسة.
*هل يحرك النظام المثقفين ؟
رأيت ذلك في فترة 25 يناير، ولكن لم أحتك به في الوقت الحالي.
*إذن.. بماذا تفسر حالة البيات الثقافية الحالية.. أين ذهب المثقفون؟
أصارحك القول.. لا أعرف.
*هناك بعض الآراء التي تؤكد أن طريقة إلقائك سبب رئيسي في شهرتك.. فما رأيك بالأمر ؟
أتعرض لتلك الأقاويل كثيرًا، فهناك من يقول إن شهرة هشام الجخ بسبب طريقة إلقائه الجميلة، فهل يمكن لشاعر أن يلقي قصائده بطريقة بشعة ! فأنا لا أذاكر أدائي ولا أعيده، ودليل على ذلك هو أنه لا توجد حفلتين تتكرر فيهم القصيدة بطريقة الإلقاء نفسها، وإنما أستمد حالة إلقاء القصيدة من الجمهور المستمع والحاضر للحفل نفسه.
*هل عندك طقوس للكتابة ؟
أحدد الموضوع الذي سأكتب فيه، ولكن في النهاية هي لحظة إلهام فقط، فأيام أجلس طيلة اليوم في المكتب ولا أستطيع الكتابة، وأحيانا أضطر للقيام من النوم أو إيقاف السيارة لأنني شاهدت مشهدا ألهمني وخطرت لي أبيات شعر جديدة يجب تدوينها.
*لوحظ أنك تنشر قصيدة كل فترة طويلة.. فهل تفضل الكيف عن الكم ؟
أنا أكتب على مهل، وأسعى أن تكون قصيدتي الجديدة على درجة عالية من الإتقان والجودة، لأن الجمهور لن يقبل مني بأقل مما كان، وعلى الرغم من أني أكتب الكثير من القصائد إلا أني لا أنشر منها سوى الصفوة.. وأظن أنه بعد وفاتي سيخرج عليكم ابني ويصدر مئات القصائد التي لم تنشر من قبل.
*تملك مشروعا تحت مسمى "إلغاء التأشيرة" فهل ترجع الفكرة لحبك لعبدالناصر ؟
لا إطلاقًا، فجميعنا نحب جمال عبدالناصر، ولكن الفكرة الرئيسية هي إلغاء التأشيرة بين الدول العربية، وهي لبنة أولى لوحدة عربية كاملة، تشمل توحيد العملة، والصناعة والتجارة والجيش، أحلم بوطن واحد يكفل حرية التنقل لمواطنيه.
ويسأل الكثير عن سر تصميمي على الفكرة، والإجابة هي أن المساحة هي التي جعلت من أمريكا أقوى دول العالم، رغم وجود عدة ولايات بها تفتقر لأدنى موارد النهضة، ولكن المساحة تكفل لتلك الولايات الاستفادة من أخواتها.
ونحن بالوطن العربي لا ينقصنا شئ لإتمام تلك الوحدة، فنحن نتحدث لغة واحدة، ونملك شبه دين واحد، ولا نملك صراعات واسعة فيما بيننا، فنحن في حقيقة الأمر شعب واحد في الأساس، نسيطر على جميع منافذ التجارة في العالم، ونملك مساحات شاسعة للزراعة، إضافة إلى المعادن والقوى البشرية.
وعلى الرغم من وجود بعض الآراء التي ترجح حدوث استقطاب للعمالة تجاه الأماكن الأكثر عماله في حالة إلغاء التأشيرات، ولكن لن يستمر ذلك الاستقطاب سوى 3 سنوات فقط، ثم تدور الدائرة على جميع البلاد العربية فتتحقق نظرية "الأواني المستطرقة"، أي تفيض كل دولة بثرواتها على الأخرى.
*هل انغلاق الشعوب العربية هو العائق أما تحقيق الحلم ؟
لا بالعكس، فالشعوب العربية ليست منغلقة فيما بينها، وإنما الحكام العرب هم المنغلقون، فكل حاكم يحاول التمسك بقطعته الخاصة من قالب "الجاتوه"، ويفكرون جميعهم في سؤال واحد في حال تحقيق الوحدة، من سيحكم ؟.. على الرغم من وجود حل بسيط لمسألة الحكم وهي تكوين كيان يماثل الاتحاد الأوروبي.
فلو أننا نملك شيئا مماثلا لـ "الناتو"، لما كانت العراق ستحتل على مرأى ومسمع منا، دون تحريك ساكن، وما كان الخراب ليحل بدول العالم العربي كما هو موجود الآن.
*هل اتخذت إجراءات رسمية تجاه مشروع "إلغاء التأشيرات" ؟
طبعا، قمت بتوثيق المبادرة في جامعة الدول العربية، وتم توثيقها بالفعل، ورحبت الجامعة بالأمر، ووقف الأمر من جانبهم عند حد الترحيب فقط لا غير، ولكن لست منزعجا من توثيق المبادرة أو عدم تفعيلها حتى الآن، ففي النهاية أنا شاعر ولست حاكما، ولا أملك سوى ما أفعله، والقرار يجب صدوره من الحكام أنفسهم وليس الشعوب، وفي النهاية "ربنا يهديهم".
*هل تتفائل بتحقيق حلمك ؟
متفائل جدًا، فأي قارئ للتاريخ يجب أن يكون متفائلا، لأن الأشياء تاريخيًا تحدث، فمصر في فترة من الفترات كانت تستقطب قطر للاستثمار، والآن تستقطب الإمارات، فمن الممكن خلال السنوات القادمة أن تستقطب العالم العربي كله وتحقق الحلم.
*ما الأمر الذي لم يحققه الجخ حتى الآن ؟
لم أحقق شيئا بعد، فالطريق ما زال في أوله.
*ما أسوأ الصفات التي تكرهها فيك ؟
العصبية الشديدة، وأحيانا تفقدني تلك العصبية أمورًا في غاية الأهمية.
*لو لم يكن الجخ شاعرًا، ماالذي كان سيفعله ؟
كنت سأعمل في السياحة، وأظن أني كنت سأتولى منصبا هاما فيها.
*هل عرض عليك التمثيل ؟
هناك عرضين من سامح عبد العزيز ووائل حسين للتمثيل، ولكني أظن أن استغلال الشهرة في أمور لا أجيدها، سيفقدني إياها، فأنا متمكن من الساحة الشعرية، فلماذا أقبل بأن أكون الثاني في وسط آخر.. فلو أني دخلت باب التمثيل سأفقد قدرتي على الإقناع، ولن يستطيع الجمهور تصديقي مرة أخرى، سيظن أني أمثل عليه.
*إذن.. هشام الجخ الشاعر الأول في مصر ؟
أطمح لأن أكون الأول.
صف الشخصيات الآتي ذكرها بكلمة ؟
علي عبدالعال: لا أعرفه
مرتضى منصور: ربنا يهديه
المخرج خالد يوسف: حبيبي وفنان
وزير الثقافة: لا أعرفه
رئيس الوزراء: لا أعرفه.. أي لم أقابله.