رئيس التحرير
عصام كامل

عزمي بشارة.. أول الهاربين من سفينة الدوحة «بروفايل»

عزمي بشارة نائب الكنيست
عزمي بشارة نائب الكنيست الإسرائيلي السابق

"آن الآوان للتوقف عن العمل السياسي المباشر.. لقد قمت بواجبي في هذا المجال، وأشعر أني أديت دوري".. بهذه الكلمات قفز عزمي بشارة نائب الكنيست الإسرائيلي السابق، الذي يدير أبواق قطر الإعلامية في لندن "العربي الجديد والخليج الجديد وغيرها" من سفينة قطر، بعد مقاطعة المملكة السعودية والإمارات والبحرين ومصر وليبيا لدولة قطر، وفرض الحظر الجوي والبحري والبري عليها.


الهروب
وبرر عزمي بشارة هروبه من سفينة قطر قائلًا: "عمومًا عندي عمل كثير يجب أن أنجزه، ومشاريع فكرية وبحثية، وعمل مكثف للنهوض بالبحث العلمي في العلوم الاجتماعية والإنسانية باللغة العربية، ودعم الباحثين الشبان، ومؤسسات واعدة لا بدّ من الاعتناء بها، ولا يمكنني الاستهانة بمسألة الوقت. ليست لدى هذه الرفاهية، والعزاء الكبير أن عددًا وافرًا من المثقفين والمفكرين العرب لديهم الشعور نفسه، ويشاركون بهمة ونشاط في إنجاز المشروع النهضوي العربي للأجيال المقبلة".

وعزمي بشارة فهو منسق العلاقات الوطيدة بين قطر وإسرائيل، ووصفه موقع "New Middle East" أنه الحاكم الفعلي لقطر، ولم يكن أبدًا أميرها "تميم بن حمد"، الذي تسلم السلطة من أبيه في شكل أقرب للانقلاب الناعم، فتميم ابن الشيخة موزة بنت المسند لم يكن مؤهل لحكم قطر عند تسلمه للحكم عام 2013، وكان عمره أنذاك لم يتجاوز عمره 35 عامًا، لم يدرس أو يؤهل لممارسة الحكم في بلاده.

وكشف كتاب صدر في إسرائيلي بعنوان "عزمي بشارة الحاكم الإسرائيلي لـ قطر" أن بشارة هو مهندس تطوير وتوطيد العلاقات القطرية الإسرائيلية، والمروج الأكبر لفكرة انسلاخ قطر عن العالم العربي والانضمام لمنظومة إقليمية جديدة تقودها إسرائيل ضمنا وقطر علنا، وهي التي وضعت خطة ما يسمى بالـ"الربيع العربي" لصناعة شرق أوسط جديد، يحكمه أتباع إسرائيل في المنطقة.

إسرائيلي الانتماء
يذكر الكتاب أن عزمي بشارة العربي الأصل المسيحي الديانة والإسرائيلي الانتماء، يعتبر الحاكم السياسي الفعلي لقطر، منذ حكم تميم بن حمد، الذي يفتقر إلى الحنكة والخبرة السياسية، والذي يستند على والدته الشيخة موزة في تدبير شئون الإمارة، حسبما وصفها الكتاب.

وتعتمد الشيخة موزة المسند على مستشارها السياسي الدكتور عزمي بشارة، وهو المنتدب من الكنيست الإسرائيلي، بعد اختلاق خلافه مع السياسيين الإسرائيليين لإسكات صوت الشارع العربي، كل ذلك لانتدابه لدعم السياسة القطرية وتوجيهها لخدمة أهداف التغلغل في العالم العربي والإسلامي، وذلك ما ذكرته "New Middle East"، خاصة أن عزمي قد أعلن ولاءه وانتمائه للكيان الإسرائيلي وأقسم على ذلك عند دخوله الكنيست.

حكم قطر
تركت إسرائيل المال القطري لإشغال عائلة المسند، أما دور "بشارة" فقد حصرته في الحكم السياسي لقطر، في حين وضعت تميم بن حمد تحت مطرقة الإخوان المسلمين، ومنذ تولي تميم كان بشارة يصيغ مخطط العزلة التامة لقطر من محيطها الخليجي، بعد أن عزلها عربيًا وإسلاميًا، برسمه لإستراتيجية رعاية قطر لجميع المعارضين للفكر السياسي الخليجي سواء من المهاجرين إلى أوروبا، أو التنظيمات السياسية الدينية أو العلمانية.

ويقوم بشارة بإدارة مجموعة من الشركات الاستثمارية القطرية في أوروبا، وخاصة التي تعتبر ذراعا للاستخبارات القطرية، والتي تمول أنشطة جميع من يعادون دول الخليج العربي وتحديدًا المملكة العربية السعودية، ليشكل سقوطها قفزة سلطوية لقطر، تستطيع بعدها رسم سياسة الشرق الأوسط الجديد، والذي أعلن عنه بشارة مرارًا، وهو تحديد المنطقة الإسلامية بمكة المكرمة، وتقسيم السعودية لدويلات تتبع جميعها كونفدرالية ما يسمى بدويلات الخليج التي تسيطر على مفاصلها قطر الإسرائيلية.

ويرتبط بشارة بعلاقات وطيدة بعائلة المسند في قطر، عائلة الشيخة موزة، والحاكم الفعلي لقطر بعد سقوط نفوذ حمد بن جاسم آل ثاني، الأمر الذي قوض حكم عائلة آل ثاني لقطر، وجعل حكمهم صوريًا، في حين أن الحكم والنفوذ الحقيقي أصبح في يد عائلة المسند التي تحكم قطر.

قصر بشارة
يقيم بشارة في قصر أهداه له "حمد بن خليفة" عندما كان في سدة الحكم، ويقوم فريق أمني متخصص بحماية المشايخ القطريين بحماية بشارة، ويحظى بشارة برعاية وامتيازات توازي هؤلاء الشيوخ من الدرجة الأولى، خاصة وأن جميع مصروفاته وسفره وتنقلاته وحتى الغذاء وفواتير الكهرباء والهاتف وسياراته وغيرها من المستلزمات يتكفل بها الديوان الأميري القطري.
الجريدة الرسمية