رئيس التحرير
عصام كامل

العاشر من رمضان والخامس من يونيو.. احتفالات النصر والهزيمة رايح جاي

فيتو

مائة عام على وعد بلفور، وحروبٍ عدة بين نكسةً وانتصار، ويأبى الزمن ألا يذكرنا بكل هذه الأحداث في وقتٍ واحد، وعد بلفور 1917 هو الوعد الأكثر شهرة على مدار التاريخ، ويأتي عام 2017 ليمضي عليه مائة عام تحديدًا في 2 نوفمبر، ولكن الحدث الأبرز هو توافق ذكرى النصر والهزيمة في يومٍ واحد، فالعاشر من رمضان "ذكرى نصر أكتوبر 1973" ويوافق هذا اليوم يوم الإثنين الخامس من يونيو والذي يعد ذكرى أليمة لنكسة يونيو 1967.

خمسون عامًا مضت على نكسة 67، أو "حرب الأيام الست" كما تسميها إسرائيل، ومضت 54 عامًا على نصر أكتوبر، ست أيام لإسرائيل انتصرت فيها في الحرب، وست ساعات لمصر استرجعت فيها الأرض والكرامة، وبين ست أيام وست ساعات كان الفاصل هو ست سنوات ما بين 1967 و1973، ومرت السنوات وأصبحت كلتا الحربين مجرد ذكرى تُقام لها الاحتفالات كل عام ما بين يوم نصر لإسرائيل ونكسة عند مصر، ونصر لمصر تُنكس فيه الرؤوس في إسرائيل.
وفي رصدٍ لطرق الاحتفال في كلا البلدين، نجد أن مصر تحتفل بنصر الحرب مرتين سنويًا، في السادس من أكتوبر ميلاديًا، والعاشر من رمضان بالتاريخ الهجري، في هذه الاحتفالات يُعاد إذاعة الأفلام التي توثق للنصر كل عام، على صعيد آخر تُقام الندوات ويتغنى الكل ببطولات أبطالنا الذين ضحوا بكل نفيس من أجل بلدنا وعرضنا، تُهدى الورود لقبور أبطالنا الجُسور ويُكرم من تبقى منهم أو ذويهم، تُذاع الأغاني الوطنية الحماسية على الراديو والتلفاز ويُعطى عطلة للمدارس، وفي ظل هذه الاحتفالات تكون إسرائيل في يومها الأسود الذي يتكرر كل عام في نفس الذكرى.











ويأتي عام 2017 عام الاحتفالات المتعددة في إسرائيل، إذ ستحتفل فيه بمرور مائة عام على وعد بلفور وخمسون عامًا على ذكرى حرب الأيام الستة "نكسة 67" وسبعون عامًا على قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين وتخصيص دولة لليهود، ومع كل هذه الذكريات التي تُعيد للأذهان فكرة "اغتصاب الأراضي العربية" واستمرار إسرائيل في تجاوزاتها المتكررة، تأتي احتفالات إسرائيل بشكل مختلف هذا العام، فقد بدأت هذه الاحتفالات رسميًا في 27 ديسمبر الماضي داخل "مدينة داود" بحي "سلوان" العربي داخل القدس.
كما أعلن "نفتالي بينت" وزير التعليم الإسرائيلي في فبراير 2016 أن العام الدراسي 2016/ 2017 في إسرائيل هو عام الاحتفال بتوحيد القدس، ووفق لهذا الإعلان فقد كانت هناك زيادة وتكثيف للحصص الدراسية للحديث عن تاريخ القدس "وفق الروايات الإسرائيلية" بدءًا من الصفوف الابتدائية وحتى الثانوية، وأطلقت الوزارة موقعًا إلكترونيًا يجمع الأدوات والمعلومات اللازمة لتحقيق هذه الخطة الدراسية الهادفة للتثقيف وإحياء الذكرى الخمسون لحرب الأيام الستة.
كما نظمت البلدية الإسرائيلية "ماراثون القدس" الشهر الماضي تحت شعار "الاحتفالات الخمسين بتوحيد القدس"، ونظمت أيضا عددًا من المؤتمرات العالمية والمحلية مثل "مؤتمر الحاخامات العالمي" الإسرائيلية كما رُفِعت الأعلام الإسرائيلية على مختلف مداخل المدينة والأماكن العامة بمقدار عشرة آلاف علم إسرائيلي وهذا الرقم يأتي مضاعفًا ثلاث مرات عما كان يُرفع في الاحتفالات السابقة.



وكان لوزيرة الثقافة الإسرائيلية طريقتها الخاصة في الاحتفالات الإسرائيلية، إذ قامت باستفزاز الملايين حول العالم بارتدائها "فستان" مُصمم عليه معالم مدينة القدس وأبرزها المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، في حفل افتتاح مهرجان كان، واعتبر البعض أن هذه رسالة استفزازية مفادها ادعاء امتلاك القدس وطمس للهوية العربية عنها.


الجريدة الرسمية