رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة.. 34


يؤدى الخوف إلى أعمال عشوائية غريبة، ولقد خاف الكثيرون مع انقلاب الوضع فى أول ثلاثة أيام من بدء الأحداث الدامية على مصر فى يناير 2011، فقاموا بتلك الأفعال، وكنت مُندهشاً بشدة من تغيُرات الكثيرين حولى، لدرجة أصابتنى بالرُعب على البلاد بأكثر مما حدث.


فقد حدثت تقلُبات شديدة حتى ممن كانوا يكلموننى قبل تلك النكسة بوقت قريب عن ضرورة انضمامى للحزب الوطنى، بينما كنت أرفض.

فإذا بشخصياتهم تتبدل بعد يوم 28 يناير إلى شخصيات ثورية شديدة المُبالغة، وبالتالى الكذب، وكأنهم كانوا يريدون أن يقنعوا كل من حولهم بأنهم أكثر ثورية من "شى جيفارا"!!.

ولأن الكثيرين كانوا يعرفون حقيقتهم، كانوا يسبونهم طالما رفضوا تلك النكسة، ليثبتوا أنهم لديهم أعداء، يستهدفون ثوريتهم ليصنعوا بطولة وهمية، وزاد من حجم الكذب، أنهم كانوا يضعون صورهم على الفيس بوك وعليها عناوين:"يسقط الطاغية" ليثبتوا أنهم اشتركوا فى النكسة، مجرد لأنهم وقفوا فى الميدان!!.

تغير كل شىء فى ثلاثة أيام بالنسبة للكثيرين، وهو ما يعنى أنهم غيروا رأيهم دونما أى قناعة، وبالتالى، فإن الأمر لا ينبنى على أنهم ثوار على الإطلاق، ولكن منافقون فقط!!.

كما أن ما يقولونه هو تعبير عن تقليد لغيرهم، لأنك حينما تحاورهم تجد أذهانهم خاوية تماماً، حيث يتكلمون عن أشياء يقولها مُحركو النكسة الذين أخطأوا فى أغلب تحليلاتهم ورؤاهم حتى الآن!!.

لقد خاف أغلبهم من أن يفقدوا "مقعدا" فى الصفوف الأمامية بالوضع الجديد، وظنوا أنهم سيجنون من وراء تلك النكسة، وأنها ستدر عليهم أرباحا طائلة، صدقوا أن مبارك يمتلك 70 ملياراً من الدولارات، وأن تلك الأموال ستكون لهم، وحتى وقت قريب، بعد أن ظهر أن كل تلك أكاذيب، وأن مبارك أو العادلى لم يقتلا أحدا أو يفتحا السجون أو يحرقا الأقسام، ظلوا يتكلمون عن أشياء أخرى يبررون بها فشلهم، تماماً مثل الإخوان!!.

وفى هذا، يظهر أنهم يُعاندون بالباطل وأنهم لا يريدون مصر أفضل، ولكن يريدون أن يثبتوا فقط أنهم كانوا على حق، ولا أعرف كيف لهم أن يستمروا على هذا، بينما كل المصريين وليس هم فقط يريدون لمصر أن تتغير للأفضل ويقرون بوجود الفساد، هل المسألة أننا يجب وأن نهدم مصر لإثبات وجهة نظرهم؟!، ألا يوجد لديهم عقول تعترف بخطأ ما اقترفوه؟!.

لا أحد يدين الجمهور العام فى تلك المأساة، ولكن الإدانة موجهة فقط للمُحركين، ممن كانوا يعلمون كل شىء من قبل 25 يناير جيداً، ولذا تجدهم يخرجون ويقولون الهُراء، مثل إسراء عبد الفتاح، التي كنت للأسف أعرفها قبل تلك النكسة، والتي أفرج عنها مبارك يوم أن سُجنت، حيث قالت مؤخراً، بأن "براءة مبارك ستضيع حقوق الشهداء"!!!. 

هل هذا تصريح يحترم القانون أو الديمقراطية أو حقوق الإنسان التي تدعيها هي ومن معها؟، هل تعلم عزيزي القارئ الآن، من الذي كان يهمه إعدام مبارك ولا يزال بغض النظر عن العدل وأن الإخوان هم من قتل الثوار؟، هي تعرف أن الثوار لن يستطيعوا أن يقتلعوا مرسي من الرئاسة وإنما دولة المؤسسات ستفعل!!.

ألا ويل لمن يطالب بالظُلم لأي إنسان!!.

عودوا إلى رُشدكم يا من أيدتم تلك النكسة، لأننا نريد أن نتحد معاً كمصريين، من أجل تلك البلاد، وأن نمضي بها إلى الأفضل بالفعل!!.

ولكن في كل الأحوال.. لن تسقط مصر بعون الله!!..

وللحديث بقية..
والله أكبر والعزة لبلادى..

وتبقى مصر أولاً دولة مدنية..
الجريدة الرسمية