رئيس التحرير
عصام كامل

القبطان وسام عباس عن نصر 10 رمضان: المجموعة 39 ألقت الرعب في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي

فيتو

  • >> كنا ننفذ المهام الموكلة إلينا باحترافية
  • >> مجموعة الأشباح أشرس وحوش الصاعقة في العالم 
  • >> والدي وعبد الناصر كانا يجتمعان بمنزلنا لمناقشة استرداد قناة السويس منذ عام 1951


وقع خبر الهزيمة واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء في حرب يونيو67 كالصاعقة عليه فقد كان وقتها يعمل ضابطا ضمن فرقة مصرية لحماية ميناء الحديدة باليمن، وساعتها انتفض وقرر العودة إلى مصر وتلبية نداء الواجب والثأر للوطن.. إنه القبطان البطل وسام عباس حافظ، كبير مرشدي قناة السويس حاليًا وأحد أبطال المجموعة 39 قتال، مجموعة البطل الشهيد إبراهيم الرفاعي التي أرعبت إسرائيل وزلزلت الأرض تحتهم ومنعت من أعينهم النوم حتى أطلقوا عليها مجموعة "الأشباح".
وفي ذكرى العاشر من رمضان التقته "فيتو" لتتعرف منه كيف حضر ومجموعته لحرب أكتوبر بشن العمليات الانتحارية خلف خطوط العدو الإسرائيلي... والتفاصيل في السطور التالية:


*كيف كانت بداية التحاقك بالقوات المسلحة ؟
أبي كان ضابطا في حرس الحدود يعمل في قناة السويس وكنت أرى الإنجليز وهم يتمتعون بها ولا يسمحون للمصريين الاقتراب منها سوى بعض النوبيين الذين يعملون عندهم تمنيت أن أكبر وأصبح ضابطًا أقاتلهم وأقتص لكل المصريين منهم، فالقناة ملك للمصريين فقط لا ينازعها أحد فيه، وكثيرا ما شاهدت والدي والرئيس الراحل جمال عبد الناصر يجتمعان في منزلنا لمناقشة كيفية استرداد القناة منذ عام 1951، ومن ساعتها قررت أن أصبح ضابطا يدافع عن مصر وممتلكاتها وشعبها.

والعسكرية شرف لي ورثتها أبًا عن جد أنا وباقي عائلتي، فعقب انتهائي من المرحلة الثانوية قدمت أوراقي إلى الكلية البحرية ولم أقبل فيها ثم دخلت كلية الزراعة، وبعد 3 أشهر تقدمت مرة أخرى للكلية البحرية، وتم قبولي هذه المرة ودخلت الكلية عام 1961 وتخرجت فيها في 26 يوليو 1964 ملازما وخدمت في العديد من الوظائف بالقوات البحرية من بينها العمل في كاسحات الألغام ولنشات الصواريخ ولنشات الطوربيد حتى تم اختياري للانضمام للواء الوحدات الخاصة بالقوات البحرية أو الصاعقة البحرية في سبتمبر 1965.

*كيف تمكنت إسرائيل من إلحاق الهزيمة بمصر في 67 من وجهة نظرك؟
الهدف الأساسي من ضرب مصر في 67 كان وجود أمريكا في منطقة الشرق الأوسط التي بدأت تلعب وحليفتها إسرائيل في المنطقة، الأمر الذي استفز عبد الناصر الذي رد على ذلك بطرد القوات الدولية على الحدود وإغلاق مضيق تيران، فحدثت ضربة 67 التي كان هدفها الرئيسي تكسير عظام عبد الناصر وإخضاع مصر مرة أخرى للاحتلال بزرعها وسط العرب، ولكنهم لم يتمكنوا من دراسة أيديولوجية الجيش والشعب المصري الذي لا يترك أرضه أبدًا مهما كلفه من تضحيات، ومصر هي الدولة الوحيدة التي لم يستطع الاستعمار باختلاف أنواعه من التأثير فيها سواء بتقسيم أرضها أو تغيير لغتها كما حدث في العديد من الدول المجاورة.

*كيف كان انضمامك إلى مجموعة الأشباح 39 قتال؟
لم أنس أبدًا اليوم الذي عدت فيه من اليمن يوم 12 يونيو 67 وكانت الحرب قد انتهت، ورأيت بعيني اليهود وهم يقفون على الضفة الشرقية للقناة يتبادلون الأسرى مع مصر وحاولت آخذ سلاحًا من أحد الجنود المصريين على غرب القناة لضرب الجنود الإسرائيليين إلا أن أحد الضباط هدأ من روعي قائلا "لا بد أن نتحمل لأن أي جندي يسقط منهم الآن سوف ينتقمون له من أسرانا فتركت السلاح وعدت للإسكندرية للالتحاق بقاعدتي ومنظر جنود الاحتلال الإسرائيلي لا يفارق خيالي وبداخلي حزن ورغبة دفينة في الانتقام وسرعان ما أكرمني الله عندما قابلت البطل إبراهيم الرفاعي في سبتمبر 67 عندما كان يختار عناصر المجموعة 39 قتال والتي من بينها عناصر من الصاعقة والبحرية والتي كانت تخضع مباشرة لإدارة المخابرات الحربية وكانت تنفذ عملها في سرية كاملة.

*ماذا عن أهم العمليات التي شاركت فيها؟
شاركت في جميع العمليات التي نفذتها المجموعة منذ التحاقي بها قائدًا لأحد الزوارق البحرية التي تسهم في تنفيذ المهام، بالإضافة إلى تأمين منطقة الإنزال، وتغطية ظهر المجموعة أثناء العمليات حتى لا تصيبهم رصاصات الغدر من الخلف، ثم العودة برجال المجموعة مرة أخرى بعد المطاردات، والمناورات التي كان يقوم بها ضد زوارق العدو الحربية، وطائراته الحربية عقب كل عملية.

*وما هي أهم وأصعب المهام التي قمت بها مع المجموعة؟
أصعب العمليات التي شاركت فيها كانت تدمير الرصيف البحري بالكرينتينة المواجه لقناة السويس، فبعد تنفيذ المهمة وعودة الزوارق فوجئنا بقصف مكثف للعدو علينا، ما رفع المياه بالقارب وسقطت إحدى الدانات بجواره أدت لاستشهاد الرائد عصام الدالي، مهندس العمليات والمقاتل عامر وقذفتني عاليًا وأصبت بعدد من الشظايا إلا أنني استطعت المناورة وعدت بجثامين الشهداء إلى الضفة وباقي أفراد المجموعة.

*وماذا عن أهم العمليات التي نفذتها أثناء وبعد حرب أكتوبر؟
في حرب أكتوبر عبرنا قبل عبور القوات الأرضية لتعطيل العدو الإسرائيلي ومجنزراته من الاقتراب من القوات التي تعبر القناة حتى بناء الكباري وعبور الأسلحة الثقيلة، بالإضافة إلى الإغارة على المواقع الحصينة للعدو شرق القناة.

وفي أكتوبر نفذت المجموعة العديد من طلعات الاستطلاع والتطهير، أما قوات العبور فقد كان الويل كل الويل لأي جندي أو ضابط إسرائيلي يقع في أيدينا لأننا كنا نقوم بالمهام الموكلة إلينا دون الحصول على أسرى كانت مهمة المجموعة الأساسية القيام بعمليات خاطفة وسريعة ومؤثرة في العدو الإسرائيلي في المعدات والأسلحة، وقد عبرت مع المجموعة الضفة الشرقية عشرات المرات التي نجحنا من خلالها في إحداث حالة من الإحباط النفسي الكبير للإسرائيليين الذين كانوا يخشون رجال مجموعتنا التي سببت لهم الخوف والهلع منذ إنشائها حتى خرجوا من سيناء الطاهرة التي استباحوا ودنسوا أرضها.

كما شاركت في انتقال المجموعة لتصفية الثغرة التي استشهد فيها البطل إبراهيم الرفاعي وعدد من أكفأ أبطال الجيش المصري فلتحرير سيناء الغالي، ثم خرجت من الخدمة بعد انتهاء الحرب بناءً على طلبي برتبة رائد متقاعد يعمل مرشدًا بقناة السويس التي أعشقها حتى وصلت إلى كبير مرشدي الهيئة.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية