«قطر ليست الأولى».. دول قطعت مصر العلاقات معها..«عبدالناصر» يقاطع جنوب أفريقيا لمناهضة العنصرية.. «السادات» يمنع التعامل مع قبرص بسبب غدرها.. ومحاولة اغتيال «مبارك
في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أعلنت مصر قطع علاقاتها بالكامل مع قطر، ردا على سياسة الدوحة في دعم التنظيمات الإرهابية، وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران للتخريب ونشر الفوضى، وإيواء الصادر بحقهم أحكام قضائية بسبب استهداف أمن البلاد، فضلا عن إصرار قطر على التدخل في شئون القاهرة الداخلية.
لم تكن تلك المرة الأولى التي لجأت فيها مصر لأسلوب المقاطعة لمعاقبة دولة على ممارستها الشنيعة ضدها، فقد استغلت القاهرة تلك الخطوة للحفاظ على سيادتها، وتحصين أمنها واستقرارها، عندما تحاول دولة أجنبية النيل منه، لتظل مصر دولة عظيمة لها هيبتها، تدافع عنها أمام قوي العالم أجمع.
جنوب أفريقيا
تتمتع العلاقات بين مصر وجنوب أفريقيا، بجذور تاريخية تعود لعام 1942، حينما افتتحت أول قنصلية عامة لجنوب أفريقيا بالقاهرة، تم تحولت القنصلية عام 1949 إلى بعثة دبلوماسية إثر قرار مجلس الوزراء المصري برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع اتحاد جنوب أفريقيا إلى مستوى البعثات الدبلوماسية.
ولكن بسبب انحياز جمال عبدالناصر للحركات التحررية في أفريقيا المناهضة للسياسات العنصرية، قطعت مصر علاقاتها مع دولة جنوب أفريقيا في 1 مايو 1961 بسبب ممارسات الحكومة العنصرية، ولكن زعيم جنوب إفريقا «نيلسون مانديلا» زار القاهرة والتقى جمال عبدالناصر قبل أن يتم إلقاء القبض عليه في أغسطس 1962.
اقرأ.. ليلة تأديب تميم
العدوان الثلاثي
ومن أبرز المحطات التي توقفت عندها مصر، وقررت اللجوء لمبدأ قطع العلاقات، خلال العدوان الثلاثي في عام 1956 إثر إعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس، فقررت القاهرة قطع علاقاتها الدبلوماسية بإنجلترا وفرنسا، وأعلنت إلغاء اتفاقية الجلاء الموقعة عام 1954.
تابع.. أدلة خيانة قطر لاتفاق الرياض وتهديد الأمن القومي العربي
قبرص
الغدر كان سببا لإعلان مصر مقاطعة قبرص، ففي 19 فبراير 1978، اختطفت مجموعة صبرى البنا الفلسطينية المعروف باسم "أبو نضال" طائرة مصرية، بمطار لارنكا الدولى في قبرص، واغتال الخاطفون الأديب يوسف السباعى، وزير الثقافة في عهد السادات، ثم احتجزوا عددا من المصريين والعرب الذين شاركوا في مؤتمر انعقد بقبرص آنذاك، وهددوا الحكومة القبرصية بقتلهم إن لم تضع تحت تصرّفهم طائرة لنقلهم إلى خارجها.
الرئيس المصرى في ذلك الوقت أنور السادات طلب من نظيره القبرصى، سبيروس كبريانو، إنقاذ الرهائن وتسليم الخاطفين للقاهرة، وذهب الرئيس القبرصى إلى المطار، وحاول التفاوض مع الخاطفين، ولكن دون جدوى، فاتخذ السادات قرارا بإرسال فرقة من القوات الخاصة المصرية بقيادة العقيد مصطفى الشناوى، تسمى الوحدة 777 قتال، إلى قبرص حملت معها رسالة للرئيس القبرصى كان نصها: "الرجال في طريقهم لإنقاذ الرهائن".
خرج من الطائرة التي كانت تُقل عناصر القوات الخاصة قوة تضم 58 عسكريا وتقدّموا باتجاه الطائرة المخطوفة التي أحاطت بها قوات الأمن القبرصية، وهنا أطلق رجال الأمن القبارصة إنذارا شفهيا بوجوب التوقف وعودة المصريين إلى طائرتهم، لعدم حصولهم على إذن بتحرير المخطوفين، ومع عدم تجاوبهم، تبادل الطرفان إطلاق النار، وسقط عدد من الضحايا من الجانبين.
وأسفرت العملية عن إعلان مصر قطع علاقاتها مع قبرص وسحب اعترافها بالرئيس القبرصي كابرينو واستدعاء بعثتها الدبلوماسية من نيقوسيا، كما طالبت الحكومة القبرصية بسحب بعثتها الدبلوماسية من القاهرة، واستمرت القطيعة عدة سنوات حتى اغتيال السادات في 1981، حيث طلب الرئيس القبرصي إعادة العلاقات مع تقديم اعتذار رسمي للقاهرة، ولكنه قال إنه لم يكن ممكنًا إعطاء الإذن للمصريين للهجوم على الطائرة.
شاهد.. «الخارجية» تكشف إجراءات عودة المصريين من قطر خلال ساعات
السودان
عانت العلاقات المصرية السودانية من سوء حالاتها في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ووصل السوء إلى ذروته، بعدما رفض مبارك في عام 1995 مشاركة الحكومة المصرية في مفاوضات وزراء خارجية منظمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا لحل النزاع الحدودي، وبعد ذلك تعرض مبارك لمحاولة اغتيال في قمة أديس أبابا، واتهمت الحكومة المصرية نظيرتها السودانية بالتخطيط لعملية الاغتيال، فأمر حسني مبارك بمحاصرة وطرد القوات السودانية من حلايب وفرض الحكومة المصرية إدارتها على المنطقة، وتم تطبيق القوانين المصرية عليها، وتم اعتقال بعض أعضاء "الجماعة الإسلامية".
اقرأ أيضا.. أول بيان من قطر للرد على قطع مصر و3 دول عربية العلاقات مع الدوحة