تقرير أمريكي: قطر تستخدم الصناديق السيادية لتغطية دعمها للإرهاب
رأى تقرير صادر عن "اتحاد مكافحة تمويل الإرهاب" الذي يضمّ مجموعة من الخبراء الأمريكيين في مجالات الحكم والأبحاث والمجتمع المخابراتي وغيرها، أنّ الاستثمارات التي تقوم بها قطر في روسيا تأتي "بهدف إخفاء التوترات حول تمويل الإرهاب".
وشرح التقرير بداية أنّ ثورة الشعب السوري تحولت خلال ست سنوات إلى حرب أهلية مع تأثيرات جيوسياسية كبيرة، وعزّز الرئيس السوري موقعه بفضل دعم رعاته الروس والإيرانيين الأمر الذي دفع بعض الدول التي طالبت برحيله إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها، هذا الأمر أدى بحسب التقرير إلى "شراكات غريبة، وأحيانًا غير مريحة".
ولفترة خلت، لم تتخلّ أنقرة عن الدعوة إلى تسوية سياسية تستثني الأسد، فيما استندت إلى موقف هجومي مبكر لتضمن تمثيلها في المفاوضات مع الروس والإيرانيين. لكنّ تركيا بقيت ناشطة في شمال غرب سوريا عبر دعمها لمجموعات مسلحة، تبقى عملياتها محصورة بحماية حدودها وأمنها القومي بدلًا من أن تكون موجّهة لإضعاف الأسد. لقد عدّلت تركيا مقاربتها للحرب السورية "بوضوح" على أمل الإبقاء على نفوذ ولو "متقلص" بين اللاعبين الأقوى في المنطقة.
وينتقل التقرير ليسلّط الضوء على السياسة الخارجية القطرية التي أدخلت تعديلات تجاه نظرتها إلى سوريا، وينقل "الاتحاد" النظرة العامة إلى قطر وهي أنها "واحدة من أبرز داعمي المجموعات الإسلامية العنيفة" في البلاد. وقد استندت إلى صناديقها السيادية "في محاولة لإصلاح صورتها وإعادة اكتساب النفوذ الإقليمي".
واتجهت الاستثمارات القطرية بالمليارات إلى موسكو في خطوة رآها كثر على أنها ابتعاد للحليف الأمريكي عن واشنطن باتجاه موسكو مع تغير موازين القوى في الشرق الأوسط.
وبعد تغيير تركيا لخطابها حول مصير الأسد، رحبت روسيا وإيران بهذا التحول، لكنّ قطر لم تقم بخطوة مماثلة بل ضاعفت بيانات الدعم للإسلاميين فيما "تاريخها بدعم إرهابيي الشيشان" يجعل التقرب من موسكو أكثر صعوبة. ومنذ سنة 2013، تحرك صندوق الثروة السيادية القطري للقيام باستثمارات كبيرة في روسيا. وأكثر ما لفت الأنظار بحسب التقرير هو استثمار الصندوق بمبلغ 500 مليون دولار في مصرف في تي بي المشمول بالعقوبات الأمريكية وشراء 25% من مطار بولكوفو في سانت بطرسبورغ. وأتمّ الصندوق في يناير من هذه السنة استثمارًا بقيمة 11.3 مليار دولار في روزنفت الروسية مع شركة تجارة السلع جلينكور.
عداوات طويلة
ومع ترحيب الروس بالأموال القطرية، ما زالت الدوحة تواجه تحديات متعددة خصوصًا إذا كانت تتوقع ترجمة هذه الاستثمارات في كسب مزيد من النفوذ ضمن السياسة الخارجية الروسية. فبحسب التقرير، ليست قطر الممول الأهم للمجموعات المقاتلة ضد شركاء بوتين وحسب، لكن الدولتين تتشاطران أيضًا تاريخًا من العداوات. فلسنوات عديدة، اشتبهت موسكو بدعم الدوحة للشيشانيين المقاتلين ضمن تنظيم القاعدة في منطقة داغستان الروسية وهذا ما أعلنه وزير الداخلية الروسي سنة 1999. تمّ ذلك من خلال جمعية قطر الخيرية التي حولت مليون دولار إلى الإرهابيين الشيشانيين في تلك المنطقة.
وفي سنة 2004، اتهمت الدوحة العميلين الروسيين أناتولي يابلوشكوف وفازيلي بوغاشيوف باغتيال الرئيس الشيشاني الأسبق سليم خان يندرباييف في الدوحة. وحكمت إحدى المحاكم القطرية على الجاسوسين بالسجن المؤبد مشيرة إلى أنهما تصرفا وفقًا لأوامر صادرة عن القيادة الروسية.
نظرة موسكو لم تتغيّر
وأضاف التقرير أنّ المجموعات المناهضة للأسد، بما فيه جزء كبير من المتطرفين، حلت محل المقاتلين الشيشان كخصم هو الأكثر تهديدًا للقوات الروسية التي تتعرض لخطر كبير بسبب جهلها طبيعة الأرض. ومن المرجح أن موسكو تنظر إلى دعم قطر للمجموعات المقاتلة في سوريا والذي يجري بمعظمه عبر جمعيات خيرية، كما كانت تنظر إلى دعمها للثوار الشيشانيين. والدوحة تعي التوترات المرتبطة بعلاقتها مع الكرملين، لذلك تمثل ملياراتها الاستثمارية جهدًا للحفاظ على علاقات عملية وربما بعض من النفوذ لدى أبرز اللاعبين الدوليين.