رئيس التحرير
عصام كامل

الداعية السورية رفيدة الحبش: لم أؤيد تعدد الزوجات.. والأصل في الشريعة الإسلامية زوجة واحدة

فيتو




  • أعاني من عدم وجود راعي مادي لبرامجي
  • امرأة قالت لي: أنا لا اقرأ أي كتاب لأن الشيخ قال لنا لا تقرأوا شيئا
  • المرأة المسلمة لازالت تعاني من ضغوطات وممنوعات في كل مجال
  • للأسف لم أحصل على أي فرصة في مجال الدعوة لاختلاف مذهبي
  • الخطاب الديني النمطي يعيد ويكرر أن الرجل هو السيد والمرأة التابع
  • سنة الكون بناء الأسرة على زوجة واحدة والدليل سيدنا إبراهيم وزكريا

تحمل الجنسية السورية وهى أستاذة في الدراسات الإسلامية والمحاضرة وباحثة وداعية ومدربة في القيادة، كما حصلت على دكتوراه في الإعلام الإسلامي والدعوة 2002 من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية كلية الدراسات العليا والبحث العلمي من جامعة أم درمان – السودان وحاصلة على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية 1995 من مؤسسة الشيخ أحمد كفتارو دمشق – سوريا، ودرجة البكالوريوس في اللغة العربية والدراسات الدينية 1994 من مؤسسة الشيخ أحمد كفتارو، ودرجة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية 1984 من جامعة دمشق - سوريا، أنها الداعية رفيدة الحبش والتي اثارت الكثير من الجدل حول آراءها الدينية، كان لـ "فيتو" معها هذا الحوار.

*هل تعاني كونك امرأة في عمل الدعوة العام؟
بالطبع مازالت المرأة المسلمة تعاني من ضغوطات وممنوعات في كل مجال وخاصة في مجال الدعوة وإن كان ولله الحمد هذا الوقت أفضل من قبل فالمراة الداعية صار لها ظهور على الفضائيات وفتحت أمامها منابر المؤتمرات وهذا يعكس انفتاح المسلمين وتحررهم من العادات التعصبية وعودتهم إلى يسر الإسلام وإلى تحرر المرأة المسلمة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن أصعب شيء أعاني منه هو إيجاد راعي مادي لبرامجي، فكلما تقدمت بفكرة برنامج قالوا لي يحتاج لراعي ومكلف كثيرا، والمشكلة أن الأغنياء المتدينين الذين يدعمون البرامج الدينية لا يؤمنون بظهور المرأة في الإعلام فهم يدعمون برامج الدعاة الرجال.. هذه بعض المعوقات لكن على الإجمال الحمد لله الساحة مفتوحة للجميع.

*لماذا يغيب الاهتمام الكافي بالسيدات العاملات في مجال الدعوة؟
ربما لأن المرأة عملها الأساسى والأول هو تربية الأولاد، وهذه المهمة تأخذ كل وقت المرأة وليس لها ساعات محددة مما يجعل المرأة مشغولة في أكثر أوقاتها، اما الاهتمام بالداعيات فيختلف من بيئة لأخرى فمثلا في دولة قطر تحظى الداعية بالدعم مثل الرجل تماما فلها أماكنها المخصصة ولها التأييد الكامل من الدولة، لكن بالنسبة لي للأسف لم احصل على اية فرصة في مجال الدعوة لاختلاف مذهبي عن مذهب الناس هنا

*هل مجتمعاتنا الشرقية مازالت لا تتقبل بالشكل الكافى المرأه الداعية؟
ليس على الإطلاق فالشباب والشابات يحبون الداعيات ويحبون الاستماع لهن وسؤالهن، وإن كان لا يزال شريحة من الناس ترفض ظهور الداعيات على الفضائيات

*اتهمك المتشددون بإفساد المرأة لماذا؟
لأن المتشددين يحرمون المرأة من حريتها التي أعطاها إياها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد يقيسون عصرنا على عصور خلت من 1000 سنة ويفرضون على المرأة التقليد الأعمى والطاعة العمياء، تصوري أمراة قالت لي: أنا لا اقرأ أي كتاب لأن الشيخ قال لنا لا تقرأوا شيئا يكفي ما تسمعوه مني فأنا أعطيكن كل شيء

*هناك بعض المفاهيم التي تحدثت في لقاءات سابقة أنك نجحت في تغييرها مثل (خضوع المرأة للرجل، خروج المرأة من بيتها، سفر المرأة بلا محرم، لباس المرأة، عمل المرأة داخل البيت وخارجه) كيف ترى تأثيرك في تلك الأمور ولماذا في رايك تعاني المراة في مجتمعاتنا العربية في تلك الأمور؟
أرى انني بعون الله غيرت الصورة النمطية للمرأة وعلمتها واجبها الذي علمها إياه رسول الله، عرفتها على حقها وواجبها بالعدل وأهم شيء انها ليست مخلوق من الدرجة الثانية كما ينظر إليها كثير من الناس أما سؤالك لماذا تعاني المرأة في مجتمعاتنا العربية في تلك الأمور، فالسبب الرئيسي هو للأسف الخطاب الديني النمطي الذي يعيد ويكرر أن الرجل هو السيد والمرأة التابع وأن هذا أمر الله وهذا هو الدين فيصدق الرجل نفسه أنه الأمر الناهي والمراة تخضع لأنه أمر الله، فإذا ما تعلمت وعرفت الحق من الشرع طالبت بحقها وحاولت تمارس حريتها فتصطدم بالعقلية الرجعية وتعتبر خارجة على المجتمع وبقف امامها المتشددون، وانا عملت حلقة تليفزيونية كاملة عن الخطأ في تفسير آية القوامة في قوله تعالى: الرجال قوامون على النساء

** أحد أهم مشكلات هذا الجيل هو ارتفاع معدلات العنوسة ولذلك انت تؤيدي التعدد فلماذا في رايك هو الحل؟ واليس غريب كونك أمراة وتؤيدي التعدد؟
من قال أني اؤيد التعدد ؟ما كنت مع التعدد في أي يوم وانا مقتنعة أن الأصل في التشريع الزوجة الواحدة وان سنة الكون بناء الأسرة على زوجة واحدة ألا ترين آدم حين خلقه الله خلق له زوجة واحدة، رغم أن البشرية كانت بأمس الحاجة لأكثر من زوجة تنجب أولادا ليتكاثروا، مع ذلك اقتصر خلق الله على زوجة واحدة وكان كل توءم ينتظر التوءم الثاني ليتزوجا بالتبادل، كذلك سيدنا إبراهيم كانت امرأته عاقرا وصبر وانتظر ولم يتزوج، كذلك زكريا ألم تكن امرأته عاقرا وصبر وانتظر ودعا ربه حتى رزق بالولد ؟
من الواضح أن سنة الله في خلقه هو شرع الزوجة الواحدة وهذا ما ظهر على مدى تاريخ الأنبياء، حتى كان بعد زمن السيد المسيح حيث طال الزمان وبعد عن عصر الأنبياء ومع انحراف الناس عن التوحيد وعن احكام الدين كان هذا التغيير أيضا بالتعدد حتى اصبح شائعا عند العرب قبل الإسلام، فجاء الإسلام ليعيد التشريع إلى نصابه لكن ليس بالأمر الجازم بل بقي الأمر على التراخي، حتى توصلت البشرية إلى الاقتصار على الزوجة الواحدة وبقي حكم التعدد في الإسلام لحاجة ضرورية أو حلا لمشكلة ما.
الجريدة الرسمية