رئيس التحرير
عصام كامل

الاستغناء قوة!


هذه الحكاية من وحى الصيام وحكمته..
لأن مجلة روزاليوسف اعتبرت انتفاضة يناير 1977 انتفاضة جماهيرية، قرر الرئيس الراحل أنور السادات تغيير قياداتها، وعلى رأسهم الأستاذ الكبير عبدالرحمن الشرقاوى، وعبقرى الصحافة المصرية الأستاذ صلاح حافظ، والأديب الكبير فتحى غانم، وكلف الأستاذ مرسي الشافعى برئاسة روزا.. وبعد وفاته فكر السادات أن يعيد صلاح حافظ لرئاسة مجلة روزا فسأله في اجتماع عقده في خريف 1979: هل مازلت يا صلاح تعتبر ما حدث في يناير 1979 انتفاضة جماهيرية أم أنك اقتنعت بما أراه أنها (انتفاضة حرامية)؟


فرد صلاح حافظ عليه وقتها نعم إنها انتفاضة جماهيرية.. وعقب ذلك قال الرئيس السادات لصلاح لقد رسبت في الامتحان يا صلاح، ولذلك لن تكون رئيسا لروزا، وسيكون عبد العزيز خميس هو رئيسها، وقد كان، وكان أول قراراته قبل أن يتولى رسميا رئاسة روزا فصل عدد من صحفيي روزا ورسامي الكاريكاتير بها وكنت واحدا منهم.

المهم لقد سألت المرحوم صلاح حافظ فيما بعد، لماذا لم تناور لكى تظفر برئاسة روزا مجددا؟ فقال لى لأنه كان لديه إحساس بالاستغناء.. والإحساس بالاستغناء يقوى الإنسان ويحميه من تقديم التنازلات أو الضعف، وأيضا من أن يفرض عليه شيء لا يقبله.

الإنسان المستغنى شديد القوة، غير قابل للمساومة، ولا تصلح معه ممارسة الضغوط، وأيضا لا يباع ولا يشترى.
الجريدة الرسمية