السيسي سيفعلها مرة أخرى
من المؤكد أن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي باستعادة أراضى أملاك الدولة من مافيا الأراضى تأخر كثيرا، وأنه تصحيح لأوضاع خاطئة كان يجب اتخاذها قبل سنوات طويلة، وأن الجميع كان يشاهد النهب المنظم لثروة مصر من الأراضى دون أن يتحرك، وأن المصريين كانوا يشاهدون المساحات الهائلة من الأراضى وهى توزع على الأصدقاء والأحباب دون رقيب ودون حساب، وفتح هذا الملف يؤكد عندى شيئا واحدا أن السيسي لا يخاف أحدا وليس لديه فواتير يسددها إلى أحد وأن كل ما يهمه عودة الأرض إلى أصحابها الحقيقيين من المصريين البسطاء، وأن هذا الرجل لا يهمه سوى الحفاظ على ثروة مصر بعيدا عن الشعبية والاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة..
لم يضع الرئيس كل هذا في حساباته، كل ما عمله أنه نظر إلى بعض الأسماء الذين لم يكونوا قبل عدة سنوات سوى أصفار كبرى على الشمال، ثم بقدرة قادر أصبحوا من أهل اليمين ويمتلكون كل شيء.. أين تقع أبواب السماء التي تمنح كل هذه الأموال لمن يطرق أبوابها؟
إنها أراضى مصر، لو لم يفعل السيسي شيئا سوى قراره باستعادة أراضى الدولة فهذا يكفيه، فهذه الأراضى بالمليارات وهذه المليارات تبارى محافظو الأقاليم في تقييم الأراضى التي استعادوها، وكأن التقييم بين المحافظين أشبه بالمزاد وكل محافظ يعلن في فخر وشموخ أنه استعاد للدولة أراضى بقيمة 15 مليار جنيه، ويرد عليه محافظ آخر أنه استعاد أرضا للدولة بقيمة 25 مليار جنيه، ثم يرد عليهم ثالث برقم أكبر، وتحول ملف استعادة أراضى الدولة إلى مزاد بين المحافظين، ومليارات طائرة قادمة من المحافظات دون حساب..
كل مسئول يريد أن يوضح للقيادة السياسية أنه صاحب النصيب الأكبر في عودة أراضي مصر على حساب بعض الضحايا الذين حصلت منهم الدولة على أراضيهم بعد سنوات من التعب والعمل من أجل استصلاحها حتى أنتجت وقبل أن يهنأوا بهذا الإنتاج قالت لهم الأجهزة المسئولة هذه ليست أرضكم بل أرض مصر ويجب استعادتها..
هناك ضحايا ليس لهم أي ذنب تم دخولهم حظيرة سارقى أرض الدولة بسبب مزاد السادة المحافظين من أجل توسيع رقعة المساحة المستردة، يجب أن يعاد النظر في أمر هؤلاء، كما أن هناك أباطرة آخرون مازالوا بعيدين عن العيون يمتلكون أراضى حقيقية بالمليارات، منها الإصلاح الزراعى والأوقاف في المحافظات، ومن المؤكد أن الرئيس سيفعلها أيضا.