فوضى إعلانية
كل يوم وأنا في طريقي المعتاد في شوارع القاهرة انزعج كثيرًا من كثرة الإعلانات الضخمة عن المسلسلات وعن بعض السلع وعن قنوات بعض رجال المال والأعمال، أسماء غريبة لمسلسلات وعناوين تدعو للهمجية، وتبادر إلى ذهني ما هذه الفوضى الإعلانية؟ ومن المسئول عنها؟ وما هذه الأموال الضخمة التي تنفق على الإعلانات عن موضوعات تساعد على التراجع الثقافي للمكون الأصيل للشخصية المصرية.
بل وألح الطرح على ذهني مرة أخرى ألسنا في أزمة اقتصادية، ومن الأفضل أن تسهم هذه الأموال في علاج تلك الأزمة التي تمر بها مصر، وكان من الأفضل أن تقدم هذه الإعلانات الضخمة شيئا مفيدا للمواطن المصري، فلو بحثت عزيزي القارئ وأنت تسير على طول الطرق والشوارع الرئيسية عن إعلان يحمل قيمة أخلاقية أو قاعدة سلوكية أو مفاهيم تشير إلى السلام والتعايش والانتماء والرحمة والمحبة أو أعلام مصر أو صورة لرمز من رموز مصر التاريخية أو السياسية أو الاجتماعية، فلن تجد ولكنك سوف تجد دعوة لفوضى سلوكية وأخلاقية من خلال الفوضى الإعلانية التي يعيشها الشارع المصري.
وأطرح السؤال أمام المؤسسات الرقابية من البرلمان السعيد إلى الحكومة النبيهة وغيرهما من مؤسسات رقابية وثقافية واجتماعية وتعليمية: أين أنتم من هذه الفوضى؟ وأين تفعيل سلطاتكم تجاه هذه الفوضى التي تغزو شوارع مصر فالآن يتم تشويه كل شيء يتم تشويه الشوارع بثقافة غريبة بعيدة كل البعد عن المكون الثقافي للشخصية المصرية الأصيلة، وتحل الفوضى محل النظام، والمفاهيم السلبية محل المفاهيم الإيجابية والهدف هو الكسب المادي في الظاهر ولكني أرى هدف أبعد ألا وهو محاولة لنشر الفوضى في الذهن المصري وصياغة ثقافة غريبة وبعيدة عن الشخصية المصرية، ومن ثم يجب تفعيل الأدوات الرقابية ويجب تطبيق القانون إذ كنا نريد التقدم.