ملتقى القيم والأخلاق يناقش ثقافة العمل في الإسلام.. «تقرير»
واصلت وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والهيئة الوطنية للإعلام، عقد ملتقى "القيم والأخلاق والمواطنة"، بمركز التعليم المدني بالجزيرة مساء أمس السبت ـ من خلال حلقته السابعة التي ناقشت موضوع "ثقافة العمل".
حاضر في الحلقة التي قدمها الإعلامي علاء بسيوني، كل من شريف صلاح الدين عبد العظيم استشاري التدريب والتطوير، والدكتور محمد سمير خبير التعليم الفني، والشيخ يسري عزام إمام وخطيب مسجد صلاح الدين.
وفي بداية كلمته أكد شريف صلاح الدين عبد العظيم أن مناط الخيرية لدى المسلم هو بقدر ما يحمل من قوة علمية، أو مالية، أو عملية، فقيمة كل إنسان بقدر ما يحسنه من عمل لنفع الناس والمجتمع، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجِزْ.
وأضاف أن الله قسم عطاياه بين خلقه بالعدل، فلم يخلق إنسانا بلا موهبة، فكل شخص لديه ما يتميز به ويبدع فيه، لكن المشكلة هي أن البعض لا يدرك أنه موهوب، فبقدر ما يحسن الإنسان يكون قدره بين الناس والمجتمع، فأيَّ وظيفة لابد أن يتحقق فيها واحد من ثلاثة أضلاع على الأقل، وهي: المال، والخبرات، والعلاقات، موضحا أن الشاب ينبغي له أن يقبل على الوظيفة التي تحقق له الخبرات وإن كانت قليلة الأجر، فبالخبرات يرتقي في حاضره ومستقبله.
ومن جانبه، أكد محمد سمير خبير التعليم الفني أن ثقافة العمل مسئولية مشتركة بين المجتمع والشباب أنفسهم، فالنظرة المجتمعية الخاطئة للتعليم الفني أدت إلى عزوف الشباب عنه، داعيا إلى ربط التعليم بسوق العمل، فعندما نجلس مع الشباب نجد الآلاف يشكون من البطالة، وكثير من المستثمرين يشكون من ندرة العامل المدرب المتقن لعمله.
ومن ناحيته، أكد الشيخ يسري عزام إمام وخطيب مسجد صلاح الدين أن الإسلام ينظر إلى العمل على أنه عبادة بشرط ألا يشغل عن العبادات الأصلية، وأن الله جمع للعامل المخلص المتقن خيري الدنيا والآخرة، قال تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وأضاف أن ما ورد من آيات فيها الأمر بالعمل الصالح يشمل العمل الأخروي والدنيوي، والإسلام أمرنا أن نأخذ بالأسباب مع الإخلاص والتعلق بالله فأمر ربنا السيدة مريم أن تهز بجزع النخلة بعد الولادة مباشرة، وبها من التعب والألم ما الله به عليم، ومع ذلك لم تأكل الرطب إلا بهز جزع النخلة وهو السبب، فلابد من السعي المخلص الحثيث لعزة النفس ولرفعة الوطن، مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة إلى المدينة المنورة وبدأ في بناء المسجد ضرب أروع الأمثلة في العمل، فأخذ يحمل الحجارة على ظهره.
حضر الملتقى الشيخ عبد الفتاح عبد القادر منسق الملتقى، ولفيف من قيادات وزارة الشباب والرياضة، وأئمة الأوقاف، وعدد كبير من الشباب من مختلف محافظات الجمهورية.