الثانوية العامة بسوهاج «امتحانات تحت الحراسة»
تشتهر بعض القري والمدن في سوهاج بوجود حالات العنف وانتشار الأسلحة النارية، نظرا لكثرة الجرائم والخصومات الثأرية وموقع سوهاج الجغرافي ووجود بعض القرى والنجوع تحت الجبل مما يثير مخاوف وشكوك بعض الأهالي حول وجود خلافات أمام لجان الثانوية العامة وانتشار أحداث العنف وشغب ومن أشهر هذه القرى «أولاد علي»، بمدينة المنشأة، وقرية «أولاد سالم» بمدينة دار السلام جنوب محافظة سوهاج.
كما شهدت مناطق عديدة خلال السنوات الماضية أحداث الشغب والعنف أثناء الامتحانات وكان آخرها الحادث الذي شهدته قرية أولاد سالم العام الماضي حيث قام طالب بفتح النار على زميله بسلاح ناري أثناء امتحان مما أدى إلى إصابته وإثارة حالة من الهلع للطلاب وهروب الطلاب والمراقبين من اللجان.
وصرح اللواء مصطفى مقبل، مدير أمن سوهاج في تصريح خاص لـ «فيتو»: "أن هناك تحسبات وتعاملات خاصة وحازمة مع أماكن اللجان بالقري والنجوع التي تشهد أحداث عنف وشغب بسبب الخصومات الثأرية، أو القرى التي شهدت مناوشات خلال السنوات القادمة".
وأضاف"أنه سوف يتم تطبيق القانون والعقوبات على أي شخص أو عائلة تخالف تلك القوانين المشروعة وخاصة أثناء فترة امتحانات الثانوية العامة، وذلك حرصًا منا على مستقبل الطلاب في تلك المرحلة الحرجة من حياتهم.
وقال محمد حسام الدين، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، بخصوص الأزمات التي يواجهونها بسبب الخصومات الثأرية أنه يتم التعامل مع تلك الحالات بالقانون ومن يخالف يعرض نفسه للعقاب، ونسعى جميعا إلى توفير الهدوء والجو الأمن لأبنائنا الطلاب، وأنه تم تشكيل لجنة لإدارة الأزمات برئاسة المحافظ وتشكيل غرفة عمليات رئيسة بالمديرية وغرفة عمليات فرعية بكل إدارة تعليمية لمتابعة سير الامتحانات والتعامل الفوري مع أي ظرف طارئ.
وأضاف «حسام» أنه تم تجهيز الاستراحات لإقامة المدرسين المنتدبين لأعمال الامتحانات من خارج المحافظة بجميع الادارات التعليمية.
جدير بالذكر أن طلاب الثانوية العامة في قرية «أولاد خلف» في سوهاج قد أدوا امتحاناتهم وسط حالة من الخوف والهلع من قبل بعد أن تم حصار القرية من قبل أهالي «أولاد سالم» الذين أرسلوا تهديدات واضحة ومحددة بالقتل لمن يخرج من القرية، أو يتجاوز الأكمنة في كل الطرق المتجهة منها إلى مدينة «دار السلام» ردًا على قتل عمدة «أولاد سالم» على يد عدد من قرية «أولاد خلف» منذ عدة سنوات.
وتؤدي انتشار حالات الأخذ بالثأر إلى امتناع بعض أولياء الأمور عن إرسال أولادهم إلى المدارس، وحمل البعض الآخر أسلحة لحراسة أولادهم بأنفسهم، والذهاب معهم لجان الامتحانات؛ وقد بلغ عام 2012 عدد المتغيبين عن الامتحانات في قرية أولاد سالم 210 طلاب وطالبات، والطالب الذي يصل إلى مقر اللجان بإعجوبة يؤدي امتحانه تحت ضغط عصبي ونفسي ويتشتت ذهنه وعدم مقدرته على الإجابة بشكل طبيعي لأن فكره مشوش بسبب الأحداث المحيطة به وخوفًا من إمكانية تعرض أي طالب منهم للأذى أو الخطف.
ومن جانبهم، يضطر أولياء أمور أن يذهبوا مع أبنائهم إلى لحراستهم وتأمينهم، أثناء تأدية الامتحان، وأنهم مضطرون لخوض تلك المخاطرة من أجل مستقبل أبنائهم، الذين لا ذنب لهم في تلك الأحداث.
جدير بالذكر أن أجهزة المحافظة أنهت الاستعداد لاستقبال 20826 طالبا وطالبة لأداء امتحانات الثانوية العامة في 62 لجنة على مستوى المحافظة، والتي ستبدأ غدًا الأحد 4 يونيو المقبل، وتستمر حتى 24 من نفس الشهر.
وأوضح الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، أن تلك الاستعدادات تتم بالتعاون بين جميع الأجهزة المعنية بالمحافظة، حيث تم عقد بروتوكول بين مديرية التربية والتعليم ومديرية الأمن والمستشار العسكري، لتأمين كافة أعمال الامتحانات، ومديرية الصحة لتوفير طبيب أو زائرة صحية لكل لجنة، ومديرية التموين لتوفير احتياجات المنتدبين من خارج المحافظة بالاستراحات المخصصة لهم، وقطاع الكهرباء لضمان عدم انقطاع التيار الكهربائى أثناء سير الامتحانات، وذلك لضمان أداء الطلاب للامتحانات في أجواء مناسبة.
وأكد مصدر أمني مسئول بمديرية أمن سوهاج أن المديرية تقوم بالتنسيق مع الأمن العام في وضع خطة تأمينية وتدفع بعدد من تشكيلات الأمن المركزي لتأمين لجان الثانوية العامة وتكثف العملية التأمينية بالقرى التي تنتشر بها حوادث العنف بمحيط المدارس.