رئيس التحرير
عصام كامل

أبو دشيش: الفراعنة ليسوا زنوج أو أفارقة ورسومات المعابد خير شاهد

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قال الباحث الأثري علي أبو دشيش، عضو اتحاد الأثريين المصريين: إن ما يتردد عن أن الفراعنة في الأصل زنوج وأفارقة، ليس له أساس من الصحة، حيث يخرج علينا بين الحين والآخر، من يتطاول ويشكك في حضارتنا، التي علمت كل المتعلمين، ولا تزال هذه الأقاويل مستمرة في محاولة منهم لطمس هويتنا المصرية، ونسب الحق لغير أهله، مشيرا إلى أن الحديث عن أصل الفراعنة، هو ليس وليد اليوم فحسب، وإنما تحدث فيه الكثيرون.


وأضاف أبو دشيش، في تصريحات صحفية له، اليوم الجمعة: إن هناك أدلة قاطعة تثبت أصل الفراعنة، مشيرا إلى أن الحضارة المصرية القديمة تبعد كل البعد عما ينسب إليها، فهي بعيدة عن الأصل الزنجي أو الأصل الأفريقي، وكانت القارات لم تحدد بعد، ولكن موقع مصر كما هو.

وأوضح الباحث الأثري، أن من يتجول بين معابد مصر القديمة ويتأمل قليلا المناظر المصورة، حيث صور الفراعنة أنفسهم على هذه المعابد، فهل هذه الأشكال تنطبق مع الأشكال الأفريقية أو الزنجية؟ وأما عن الأشكال غير المتطابقة، فقد صور المصري القديم الأعداء أو الشعوب الأخرى على المناظر لأغراض التجارة وغيرها.

وتابع أبو دشيش: من أهم المناظر لذلك منظر معبد أبو سمبل في النوبة، ومن هذه المناظر الموجودة والتماثيل السوداء والسمراء الملونة والمنحوتة فاعتقد الأفارقة والزنوج أن الفراعنة كانوا يميلون إلى اللون الأسود أو الأسمر؛ استدلالا بتلك المناظر والتماثيل المنحوتة من أحجار مختلفة، مثل الجرانيت الأسود والبازلت والشست، وأيضا التماثيل الملونة باللون الأسود، مثل توت عنخ آمون ورمسيس الثاني وغيرها، فالمصريون كان لونهم الطبيعي مثلنا في هذه الفترة، وإن كان هناك اختلاف، نظرا للعوامل الوراثية والجينات ولطبيعة المناخ حين ذاك.

واستطرد أبو دشيش: كل هذه التماثيل والمناظر هي من طرق الفن المصري القديم، وتناسق الألوان وليس لها علاقة بأشكالهم الحقيقية، وحتى المومياوات تبدو وكأنها سوداء، ولكن هذا ليس لونها الحقيقي؛ لأنها تعرضت للتحنيط.

ورد أبو دشيش على مزاعم أن الفراعنة لهم أصول شامية، مشيرا إلى أن مصر كانت لها علاقات دبلوماسية، نشأت منذ قديم الزمن، بينها وبين ملوك الشرق الأدنى القديم، وكانت هناك خطابات تسمى خطابات العمارنة، كان الخط المسماري ما يكتب به هذه الخطابات، وكانت هناك البعثات التجارية وجلب أخشاب الأرز من هذه البلاد، وخير شاهد على ذلك، الملك أمنحتب الثالث، الذي سمى عصره بعصر الدبلوماسية السياسية، فعندما نجد منظرا أو آخر، بها من هؤلاء البلدان، فهو تسجيل من المصري القديم لما حدث.
الجريدة الرسمية