رئيس التحرير
عصام كامل

خطة القاهرة لتدمير الإرهابيين بالخارج والقضاء على العائدين من سوريا والعراق..خبير عسكري: هناك إرهابيون فروا إلى ليبيا هربا من بشار.. وتركيا وفرت لهم ملاذا آمنا لاستخدامهم وقت اللزوم

ن الرئيس المصرى عبدالفتاح
ن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي

رغم أن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي بُح صوته من إطلاق التصريحات المُنددة بمواقف عدد من الدول العربية، المشجعة والحاضنة للجماعات الإرهابية، فإن قيادات تلك الدول استمرت في طريقها، ولم تتوقف عن تقديم كل أشكال المساعدة للإرهابيين، مما دفع السيسي أن يعلنها صريحة أمام العالم كله أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي، وستحارب أي تجمع للإرهاب في العالم، الأمر الذي يحمل نوعا جديدا من التعاون على مكافحة الإرهاب، من خلال التنسيق مع دول الجوار التي أصبحت تمثل مصدر خطورة على الأمن القومى المصرى.


مصادر مطلعة كشفت أن الدولة انتبهت مبكرا لتحركات الإرهابيين في الدول المجاورة مبكرا، خاصة بعدما أعلن الرئيس السيسي بأنه أبلغ الأجهزة المختصة بضرورة الحذر من تحركات الإرهابيين من سوريا، بعد أن نفذوا مهمتهم فيها بنجاح، وعليهم الوعى الكامل، وكان ذلك أحد أسباب الضربات التي تنفذها القوات المسلحة ضد تمركزات الإرهابيين سواء في ليبيا أو في مصر، نتيجة التناسق والتكامل بين الأجهزة.

وأضافت المصادر، أن هناك تمركزا لميليشات إرهابية متعددة داخل ليبيا، ومركزها سرت ودرنة للقادمين من العراق وسورياـ وتمكنوا من الوصول لليبيا عن طريق بعض الدول التي تدعم الإرهاب وتساعده، وتقدم له الدعم الكامل من تسليح وعلاج، فضلا عن وجود تعاملات اقتصادية.

من جانبه يقول اللواء طلعت موسى، مسئول كرسى الإستراتيجية والأمن القومى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا: إن الإرهاب في المنطقة أصبح متنقلا، والدولة المصرية مترقبة لتحركاتهم منذ فترة، مؤكدا أن هناك دواعش خرجوا من العراق، بعد نجاح العمليات العسكرية للجيش العراقى في الموصل، وخرج عدد كبير من الدواعش إلى تركيا، وذلك مطابق لما حدث في سوريا، حيث نجحت قوات بشار الأسد في صد بعض الدواعش الذين خرجوا منها إلى تركيا أيضا، وقامت الأخيرة بعلاجهم في المستشفيات ودعمهم بكل الإمكانيات، وتم نقلهم إلى الشواطئ الليبية، واستقروا في أماكن متفرقة داخل ليبيا خاصة في سرت ودرنة.

وأوضح موسى، أن تركيا تستقطب المتطرفين في أوروبا، وتؤهلهم للانضمام إلى صفوف داعش، كما أنها تحصل من داعش على البترول بقيمة تصل إلى 4 دولارات في البرميل الواحد، برغم أن سعره يصل إلى 50 دولارا عالميا، وتقوم تركيا بتوصيل هذا البترول إلى إسرائيل.

موسى يرى أن إستراتيجية داعش واضحة وصريحة للجميع، وهى تحقيق الفتنة الطائفية في مصر، من خلال دعم بعض الدول منها إيران وقطر وتركيا وأمريكا، التي بدأت تتعامل بصورة جديدة مع المنطقة، من أجل تنفيذ مخطط جديد للشرق الأوسط الجديد، قائلا:
«أمريكا غيرت من تكتيك التعامل مع الدول العربية، خاصة وأن الرئيس الأمريكى ترامب قرأ الخريطة العربية بطريقة صحيحة، حيث إنه شاهد فشل أوباما في تفتيت الدول العربية، وأن الإرهاب الذي كان يدعمه ويعتمد عليه وصل إلى داخل أمريكا، ما دفعه إلى إعلانه مساندة الدول العربية في الحرب على الإرهاب، بهدف الحصول على دعم للاقتصاد الامريكى، وفى زيارة واحدة حصل من السعودية على ما يقرب من 600 مليار دولار.

وتابع موسى:”القوات المسلحة والشرطة يحاربان في جهات متعددة، والحدود المصرية مؤمنة من قوات حرس الحدود بشكل كبير، ولكن لا توجد دولة في العالم تستطيع تأمين حدودها بنسبة 100%، خاصة وان هناك مسافة 1200 كيلو على حدود مصر وليبيا، ونفس المسافة تقريبا على الحدود الجنوبية، إلى جانب 1300 كيلو حدود البحر الأحمر و1100 على البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب 208 كيلو مترات على حدود إسرائيل، الأمر الذي يحتاج إلى دعم المصريين للقوات المسلحة والشرطة، والتأكيد أن الإرهاب يحدث في كل وقت ومكان، وأننا في حالة حرب مستمرة”.

أما اللواء دكتور ناجى شهود، مساعد مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع السابق المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، فيقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يعلن بشكل صريح عن الأماكن التي بها معسكرات للإرهابيين، وذلك التزاما منه بالقواعد والأعراف السياسية، وحتى لا يتم تنبيه بعض التجمعات باستهدافها، موضحا أن القوات الجوية تحتاج إلى إمكانيات كبيرة لتنفيذ عمليات خارج الحدود بشكل كبير، خصوصا أن عمليات الإقلاع والعودة تكلف الكثير، مشيرا إلى أن التفكير في التعاون سيكون مع دول الجوار التي يكون بها أي تجمعات إرهابية، ولا تملك السيطرة عليها وهزيمتها.”

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية