رئيس التحرير
عصام كامل

محرمات لا تبطل الصيام.. مساحيق التجميل وأحمر الشفاه لا تفطر.. عدم ارتداء الحجاب لا يفسد أداء الفريضة.. الممتنع عن الصلاة صيامه صحيح.. والرقص والغناء ضمن القائمة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ليس كل ما حرمه الله يبطل الصيام، فمن رحمته عز وجل أن فصل بين المحرمات وبعضها البعض، وتحديد عقوبة المسلمين على كل محرم على حدة، فتجد موسوعة متكاملة من المحرمات لا تفسد الصيام، وخاصة أن الواجبات الشرعية المختلفة لا تنوب عن بعضها في الأداء.


المسلم مأمورٌ بأداء كل عبادة شرعها الله تعالى، وعليه أن يلتزم بها جميعًا كما قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً»، وجاء في تفسيرها: أي التزموا بكل شرائع الإسلام وعباداته، ولا يجوز له أن يتخير بينها ويُؤدِّيَ بعضًا ويترك بعضًا، فيقع بذلك في قوله تعالى: «أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ».

وكل عبادة من العبادات المفروضة لها أركانها وشروطها الخاصة بها، ولا تعلق لهذه الأركان والشروط بأداء العبادات الأخرى، فإن أداها المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمته من جهتـها، ولكنه يأثم لتركه أداء العبـادات الأخرى.

مساحيق التجميل
قالت دار الإفتاء المصرية، إن استخدام المرأة مساحيق التجميل وأحمر الشفاه بصورة لافتة للنظر خارجة عن حد الزينة الظاهرة المباحة خارج بيتها حرام، إلا أنها لا تفسد الصيام.

وأوضحت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: «ما حُكم الشرع في المرأة العاملة التي تذهب إلى العمل وهي واضعة بعض مواد التزيين والمكياج والعطور؟»، أن وضع مساحيق التجميل بصورة مُبالغ فيها، وخارجة عن حد الزينة الظاهرة المباحة خارج بيتها حرام، لأنه يجر إلى الفتنة، وكذلك وضع العطور الفواحة التي تتعدى جسد المرأة إلى غيرها لا يجوز شرعًا إلا أن ذلك الفعل لا يفسد الصيام في ذاته.

الحجاب والزي الشرعي
ورغم أن الشرع حرم على المرأة إظهار ما أمرها بستره عن الرجال الأجانب، وحدد الزي الشرعي في كل ساتر لجسمها ماعدا وجهها وكفيها، بحيث لا يكشف ولا يصف ولا يشف، إلا أن عدم ارتداء المرأة للزي الشرعي والحجاب لا يبطل صومها.

وقالت دار الإفتاء: إن المرأة التي لا ترتدي الزي الشرعي والحجاب‏ لا يبطل صومها‏، وأوضحت أن المسلمة التي تصلي وتصوم ولا تلتزم بالزي الذي أمرها الله تعالي به شرعا هي محسنة بصلاتها وصيامها، ولكنها مسيئة بتركها حجابها الواجب عليها، ومسألة القبول هذه أمرها إلى الله تعالي.

الصلاة
كما فصل الشرع بين الصلاة والصيام، فقالت الأمانة العامة للفتوى بدار الإفتاء، في فتوى لها إن من صام وهو لا يصلى فصيامه صحيح وغير فاسد، لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة، ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى.

وأوضحت الأمانة العامة للفتوى، في فتوى نشرت على موقع دار الإفتاء، أنه لا يجوز لمسلمٍ تركُ الصلاة، وقد اشتد وعيد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لمن تركها وفرط في شأنها، حتى قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «الْعَهْدُ الَّذِى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» أخرجه الإمام أحمد والترمذى والنسائى وابن ماجة، وصححه الترمذى وابن حبان والحاكم، ومعنى «فقد كفر» في هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث التي في معناه: أي: أتى فعلًا كبيرًا وشابه الكفار في عدم صلاتهم، فإن الكبائر من شُعَب الكُفر، كما أن الطاعات من شُعَب الإيمان، لا أنه قد خرج بذلك عن ملة الإسلام -عياذ بالله تعالى- فإن تارك الصلاة لا يكفر حتى يجحدها ويكذب بها، ولكنه مع ذلك مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب.

الرقص والغناء

وبالمثل الرقص والغناء، أوضحت دار الإفتاء أن إحياء البعض ليالي رمضان، بحفلات الغناء والرقص لا يفسد الصيام، لكن لا ثواب لمن يفعل ذلك بقدر ما ارتكب من معاصٍ، بالخروج عن الفضائل التي دعانا الله إليها.
الجريدة الرسمية