مصر تحتفل بذكرى رحلة المسيح والعذراء مريم.. بدأت من سيناء وانتهت في «درنكة».. البقرة «حاتحور» تمنع أهل أسيوط من استقبال الطفل وأمه.. ونهاية عبادة الأصنام بعين شمس
تحتفل مصر، اليوم الخميس، بذكرى دخول العائلة المقدسة لمصر، وتقيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بهذه المناسبة، احتفالية كبرى، بحضور البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء والمسئولين، وأعضاء المجمع المقدس للكنيسة بكامل تشكيله.
هروب لمصر
ورحلة العائلة المقدسة مصطلح ديني يرمز لرحلة هرب المسيح وهو طفل وأمه السيدة مريم العذراء ويوسف النجار خطيب مريم الذي لم يدخل بها من الطغاة بفلسطين الذين حاولوا قتل المسيح في مهده، وخلد إنجيل متى بالكتاب المقدس هذه الرحلة بوصف ما حدث مع يوسف "إذ ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا: قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكُن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه، فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر" متى 2:13.
البداية من سيناء
وبدأت رحلة العائلة المقدسة من بيت لحم إلى غزة حتى محمية الزرانيق غرب العريش، ثم دخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهه الفرما الواقعة بين مدينتى العريش وبورسعيد، ومن ثم توجهت إلى مدينه تل بسطا بالقرب من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وعندما وجدوها مليئة بالأصنام، توجهت العائلة المقدسة للجنوب.
بعد أن تركت العائلة المقدسة تل بسطا، وصلوا إلى مكان قفر أقاموا فيه تحت شجره ووجدوا ينبوع ماء اغتسل فيه المسيح، وأطلق على هذا المكان "المحمه"، وهذا المكان هو مسطرد الآن.
وبعد أن تركوا مسطرد جددوا المسير إلى أن وصلوا إلى مدينة بلبيس وحاليًا هي مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية، ثم تركوا بلبيس واتجهوا شمالًا إلى بلدة منية جناح التي تعرف الآن باسم "منية سمنود" ومنها عبروا بطريق البحر إلى سمنود.
كعب يسوع
بعد أن ارتحلوا من سمنود واصلوا السير غربًا إلى منطقة البرلس ونزلوا في قريه تدعى "شجرة التين" فلم يقبلوهم أهلها فساروا حتى وصلوا إلى قرية "المطلع" حيث استقبلهم رجل من أهل القريه واحضر لهم ما يحتاجونه بفرح عظيم.
ومرت العائلة المقدسة بعد ذلك في مدينة سخا الحالية، وهناك شعرت العائلة المقدسة بالعطش ولم يجدوا ماء، وكان هناك حجرًا عبارة عن قاعدة عمود اوقفت العذراء ابنها عليه فغاصت في الحجر مشطا قدميه فانطبع أثرهما عليه ونبع من الحجر ماء ارتوا منه، وكانت المنطقة تعرف باْسم "بيخا ايسوس" الذي معناه كعب يسوع.
وبعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من مدينة سخا عبرت الفرع الغربى للنيل حتى وصلوا إلى وادى النطرون وهى برية شيهيت، وهي تضم الآن أربعة أديرة وهى: "دير القديس أبو مقار، دير الأنبا بيشوى، دير السريان، دير البراموس".
المطرية وعين شمس
ومرت العائلة المقدسة، من منطقة المطرية وعين شمس، وباركتها بعد أن كانت مركز للعبادة الوثنية، وتوجد بمنطقة المطرية شجرة باركتها العائلة المقدسة، وهي حاليًا بجوار كنيسة السيدة العذراء بالمطرية وكذلك يوجد بالمنطقة بئر ماء مقدس استقت منه العائلة المقدسة.
ثم وصلت العائلة المقدسة المنطقة المعروفة ببابليون بمصر القديمة "الفسطاط" هناك سكنوا المغارة التي توجد الآن بكنيسة أبى سرجة الأثرية المعروفة حاليًا باسم الشهيدين سرجيوس وواخس.
وبعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من منطقة الفسطاط وصلت إلى منطقة المعادى الموجودة حاليًا ومكثت بها فترة وتوجد الآن كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم بهذه المنطقة.
ثم بعد ذلك عبرت العائلة المقدسة النيل بالقارب إلى المكان المعروف بمدينة منف وهى الآن ميت رهينة وهى بالقرب من البدرشين محافظة الجيزة ومنها إلى جنوب الصعيد عن طريق النيل إلى دير الجرنوس بالقرب من مغاغة.
جبل الكف
ومرت العائلة المقدسة من منطقة البهنسا، وهى من القرى القديمة بالصعيد ويقع بها دير الجرنوس 10 كم غرب أشنين النصارى وبها كنيسة باسم العذراء مريم ويوجد داخل الكنيسة بجوار الحائط الغربي بئر عميق يقول التقليد الكنسى أن العائلة المقدسة شربت منه أثناء رحلتها.
وبعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من البهنسا سارت ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط ومنها عبرت النيل ناحية الشرق إلى جبل الطير حيث يقع دير العذراء مريم الآن على بعد 2 كم جنوب معدية بنى خالد ويروى التقليد أنه أثناء سير العائلة المقدسة على شاطئ النيل كادت صخرة كبيرة من الجبل أن تسقط عليهم ولكن مد المسيح يده ومنع الصخرة من السقوط فانطبع كفه على الصخرة وصار يعرف باسم "جبل الكف".
ثم ارتحلت العائلة المقدسة من جبل الطير، وعبرت النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية حيث بلدة الأشمونيين، ثم سارت جنوبًا إلى قرية ديروط الشريف، وأقامت بها عدة أيام، ويوجد بالمنطقة كنيسة على اسم العذراء مريم.
البقرة حاتحور
وعندما دخلت العائلة المقدسة القوصية بأسيوط لم يرحب بهم أهل المدينة وذلك عندما رأوا معبودهم البقرة "حاتحور" قد تحطمت، بسبب لعنة الله لها بحسب المؤرخين المسيحيين، وليست هي مدينة القوصية الحالية وإنما هي بلدة بالقرب منها.
وبعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من مدينة القوصية سارت لمسافة 8 كم غرب القوصية حتى وصلت إلى قرية مير، ثم اتجهت إلى جبل قسقام وهو يبعد 12 كم غرب القوصية، وهو دير المحرق حاليا، ويعتبر من أهم المحطات التي استقرت بها العائلة المقدسة ويشتهر هذا الدير باسم "دير العذراء مريم".
تعتبر الفترة التي قضتها العائلة في هذا المكان من اطول الفترات ومقدارها "6 شهور و10 أيام" وتعتبر الغرفة أو المغارة التي سكنتها العائلة هي أول كنيسة في مصر بل في العالم كله، ويعتبر مذبح كنيسة العذراء الأثرية في وسط أرض مصر وعليه ينطبق حرفيًا قول الله في الكتاب المقدس: "وفى ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر"، وفي نفس المكان ظهر ملاك الرب ليوسف النجار في حلم وأمر إياه الذهاب إلى أرض إسرائيل" مت 20:2".
وبعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من جبل قسقام اتجهت جنوبًا إلى أن وصلت إلى جبل أسيوط حيث يوجد دير درنكة حيث توجد مغارة قديمة منحوتة في الجبل أقامت العائلة المقدسة بداخل المغارة ويعتبر دير درنكة هو آخر المحطات التي قد التجأت إليها العائلة المقدسة في رحلتها في مصر.