«حرب الثعالب» تحتدم في سوريا للفوز بـ«دير الزور».. «تقرير»
تتصاعد وتيرة حرب "الثعالب" في سوريا لفوز بالجائزة الكبرى مدينة "دير الزور" والتي يؤدي الاستيلاء عليها إلى تحديد مصير الشرق الأوسط لسنواتٍ مقبلة خاصة مع اقتراب نهاية تنظيم "داعش" وفي السطور التالية نستعرض الأهمية الإستراتيجية للمدينة وما أهم الأطراف المتصارعة عليها؟
الموقع الجغرافي:
ووفقا للموقع الجغرافي لمحافظة دير الزور بين العاصمة السورية وشمال شرقي سوريا والعراق، المحافظة الثانية من حيث المساحة (33.06 ألف كم مربع)، تتكون من 3 مناطق( دير الزور، الميادين، البوكمال) و11 ناحية و128 قرية، بعدد سكان يفوق المليون ونصف المليون نسمة.
و ترجع أهميتها، بالإضافة إلى موقعها، إلى كميات النفط والغاز المهمة في أراضيها (أكبر مخزن للنفط الخفيف في سوريا، يشكل ما نسبته 24 % من الناتج السوري من النفط والغاز)، والى محطات تجميع النفط ومعالجة وضخ الغاز عبر شبكة الأنابيب الوطنية السورية، ما جعلها محط أنظار القوى الإقليمية والدولية ومنحها موقعا بارزا في استراتيجيتها في سوريا.
و إن « دير الزور » هي بمثابة رأس جسر. فالتمركز فيها يعني السيطرة على الطريق المتّجه إلى العراق، الذي تفصله عنها مسافة ٢٠٠ كيلومتر في الصحراء، وأيضا السيطرة على الطريق المؤدي إلى دمشق وعمان وجنوب لبنان.
القوات الأمريكية:
الولايات المتحدة بدأت الاستعداد لمعركة "دير الزور" مبكرا" خاصة إثر قصف مطار الشعيرات بصواريخ التوماهوك وتحركها العسكري المكثف في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة عبر المشاركة في هجوم قوات سوريا الديمقراطية الذي يقوده الأكراد ويمثل الشمال الغربي لدير الزور، في محافظة الرقة والقيام بغارات وتنفيذ عمليات إنزال قوات ضد مواقع لـ "داعش"، ونشر قوات على الحدود السورية التركية في محافظة الحسكة لمنع هجمات تركية على وحدات حماية الشعب الكردية هناك، مع الاستعداد لإرسال تعزيزات عسكرية (إرسال 1000 جندي إضافي إلى سوريا وفق ما قاله روبرت فورد السفير الأمريكي السابق في سوريا).
أما من جهة الجنوب الغربي، فيتقدَّم كذلك فصيلٌ مُكوَّن من قوات الجيش السوري الحر وفصائل سورية معارضة (أحرار الشرقية، جيش أسود الشرقية، جيش مغاوير الثورة، يساعدهم نحو 40 جنديًّا من القوات الخاصة الأمريكية من قاعدتهم في بلدة التنف الحدودية) لبسط السيطرة على البادية والتوجه إلى محافظة ديرالزور.
وتقدّمت طلائع من فصائل السورية المسلحة قرب مخيّم الركبان على الحدود الأردنيّة – العراقيّة في منطقة التنف، نحو البادية السوريّة، وسيطرت على عدد من القرى والهضاب في بادية التنف وفي ريف دير الزور الجنوبي.
الورقة الإيرانية:
السيطرة على "دير الزور" تمثل أهمية إستراتيجية لـ "إيران" وحلفائها في العراق وسوريا، حيث تمثل الممر الإستراتيجي الرابط من محافظة ديالي على الحدود العراقية الإيرانية شرقًا، وحتى معبر "التنف" حيث يقع المعبر على مقربة من الطريق السريع الرابط بين بغداد وبين العاصمة السورية دمشق، وعمَّان والجنوب اللبناني.
وظهور قائد فيلق القدس قاسم سليماني على الحدود العراقية السورية، بعد سيطرة الحشد الشعبي، يشير إلى العديد من الرسائل الإيرانية إلى الولايات المتحدة بأن "دير الزور" تبقى تحت السيطرة الإيرانية.
ووجود قوات الحشد الشعبي على الحدود السورية يشكل دعمًا إيرانيًّا للقوات السورية وحزب الله المتواجدة بالقرب من دير الزور، فقد سمح توقيع اتفاق تخفيف التوتر، أو خفض التصعيد، في استانة 4، بنقل قوات للنظام وداعميه الإيرانيين والميليشيات الشيعية (حزب الله، حركة النجباء، الفاطميون الأفغان، الزينبيون الباكستانيون … الخ)، إلى البادية السورية بهدف قطع الطريق على توجه أمريكي تنفذه قوات معارضة سورية، وهو ما يؤمن مطامع إيران في سوريا وممرها الإستراتيجي للبحر المتوسط.
وأشارت تقارير استخباراتية أن "طهران" وجهت "حزب الله" بإرسال 3000 مقاتل إضافي لوقف تقدم قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، على امتداد الحدود بين العراق وسوريا، وعدم تمكينها من الوصول إلى منطقة دير الزور".
وذكرت تقارير إعلامية عن توجه قوات "بدر" إلى دير الزور والانضمام إلى الجيش السوري و"حزب الله" لسيطرة على المحافظة الموجودة على الجانب الآخر من معبر "التنف".
للمزيد.. 3 مكاسب لإيران وسوريا بعد سيطرة الحشد الشعبي على الحدود «تقرير»
الجيش السوري:
من جانبه، وضع النظام السوري نصب عينيه السيطرة على المدينة. ويقول رئيس تحرير جريدة "الوطن" السورية القريبة من السلطات، وضاح عبد ربه، لوكالة فرانس برس: "ستسمح هذه الهدنة لجزء من الجيش السوري بالانتشار نحو الشرق باتجاه مواقع سيطرة تنظيم (داعش)، وتحديدًا الحدود العراقية ودير الزور".
ويتقدم الجيش، وفق مصدر عسكري سوري، على 3 محاور: الأول ينطلق من ريف دمشق بهدف فتح طريق موازٍ لطريق دمشق - بغداد القديم باتجاه معبر التنف على الحدود العراقية.
وينطلق المحور الثاني، وفق المصدر ذاته، من البادية، تحديدًا من ريف تدمر الشرقي في حمص (وسط) باتجاه مدينة السخنة الإستراتيجية التي يسعى الجيش للسيطرة عليها؛ لإطلاق عملياته نحو دير الزور، المحافظة النفطية في شرق البلاد والتي يسيطر تنظيم "داعش" على معظمها. أما المحور الثالث، فينطلق من أثريا في حماة (وسط) باتجاه دير الزور أيضًا.
صفقات "المنطقة الآمنة":
تمثل المنطقة الآمنة المفتاح لمستقبل سوريا عبر تقسيم النفوذ، فقد دخل اتفاق "المناطق الآمنة" بين تركيا وإيران وروسيا، في سوريا حيز التنفيذ ليلة السبت 6 مايو الجاري، ويشمل 4 مناطق، هي محافظة إدلب والأجزاء المتاخمة لها من اللاذقية وحلب وحماة، وهي مناطق يسكنها أكثر من مليون شخص.
وكشفت تقارير إعلامية أردنية، عن وجود مفاوضات أمريكية روسية جرت في عمان، تستهدف إقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري، المحازي للمملكة، ويؤدي إلى تحويل منطقة جنوب سوريا إلى إقليم مستقل يشمل درعا والسويداء والقنيطرة.
وقد اشترطت واشنطن عدم وجود أية تشكيلات مسلحة تابعة لإيران في المنطقة الممتدة من القنيطرة في الجولان إلى درعا وريف السويداء، وصولًا إلى معبر التنف على الحدود العراقية، مع احتمال قبول وجود رمزي لدمشق على معبر نصيب مع الأردن، وهو ما يشير إلى أن دير الزور هي معركة السيطرة والتمدد في سوريا والشرق الأوسط مع نهاية تنظيم "داعش".