بالفيديو.. «توفيق الدقن»..الساخط على حياته المحروم من الرزق
سلط برنامج «الموهوبون في الأرض»، الذي يُعرض على فضائية «التليفزيون العربي»، تقديم الكاتب بلال فضل، الضوء على مسيرة الممثل المصري توفيق الدقن، حيث إن "الدقن" كان يظن أنه لا يعيش في زمن الفن الجميل، وكان يلعن باستمرار الزمن الذي يعيش فيه، وذلك في كافة حواراته الصحفية والتليفزيونية، حيث إنه كان يعاني بشدة من أجل أن يعيش حياته بكرامة.
وحمل الفنان توفيق الدقن الزمن مسئولية إهدار موهبته، وكان يمتلك موهبة كبيرة، حيث كانت تنتظره الناس بشغف في كافة الأعمال الفنية، سواء الأفلام أو المسرحيات، ولكنه كان يتكلم بسخط عن حياته، وكأنها سلسلة فرص ضائعة، كما أنه من القلائل الذين يحرصون على دراسة الدور الذي يقوم به بطريقة ضخمة، ورغم ذلك كان لا يبرز توفقه.
وكان "الدقن" لا يشترك في أي مسرحية إلا إذا هضم أدوار الممثلين بشكل جيد، ووجه له بعض النقاد بأن الجيل الذي ظهر فيه توفيق الدقن على المسرح، كان بصحبته ممثلين تجاهلوا أصول المسرح عن عمد، وكان الدقن يستعرض عضلاته الصوتية والبدنية، ويتحدث مع العاملين خلف الكواليس، وتحول في نظر النقاد وبعض المتابعين للسينما والمسرح من صورة مثالية إلى صورة سيئة.
كان الدقن يُسبب مشكلات لنفسه، أثناء تصوير الأدوار، سواء على المسرح أو في الأفلام، حيث كان عدواني جدًا مع زملائه، الذي يراهم أقل منه في الموهبة، ولكنهم ذو حظ أعلى منه، وفرصتهم أقوى، وتعرض للعديد من المواقف التي نُشرت في الحوادث، حيث خرج مع زميل له، يُدعى محمد شوقي، من أحد البارات، وظلوا يغنون أغاني الفنانة أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، إلا أن صاحب المنزل الذين كانوا يغنوا أمامه ضاق به وأبلغ الشرطة.
وحضرت الشرطة واقتادتهما إلى القسم، وتم تحرير محضر لتوفيق الدقن فقط؛ لتسببه في 3 حوادث بسيارته في عامين فقط، كما أنه تشاجر مع أحد المعجبين وتناوبا عليه بالسب والقذف، وانتشرت تلك الواقعة في صفحة الحوادث أيضًا، ولكن كان لديه شجاعة من النفس، حيث قال في أحد الحوارات: «أنا بشرب خمر كثير عشان أرجع لنفسي مرة تانية».
وكان الدقن على معرفة بقدراته، وكان يستطيع أن يقوم بدور البطولة في أي مشهد، وفي إحدى المرات كان جالسا في أحد البارات، وكان بيده كأس الخمر، وأمامه مرايا، ويتحدث مع أحد الأصدقاء، وفجأة توقف عن الحديث، ثم نظر إلى تلك المرآة بشدة ورفع يده، وقال لنفسه: «في صحتك ولا يهمك»، ورغم أنه كان يشرب الخمر، إلا أنه كان يحضر أعماله في موعدها، ولو كانت مبكرة وكان يقظا تمامًا.
وجعل "الحرمان من الرزق" توفيق الدقن يحمل هم الدنيا على كتفيه، حيث كان مثقل بمسؤوليات أشقائه وأبنائه، وأصبح أشبه بـ«عصب عريان يكهرب أي حد يقرب منه»، كما أنه كان حساسا بشدة، وتعرض لإحباطات كثيرة، وأصيب بالسكر بعد أن وعده المخرج ببطولة فيلم «الرجل الثاني»، وفرح فرحًا شديدًا، ولكن صباح رفضت العمل معه، وقالت: «مش هشتغل إلا مع رشدي أباظة».
أدى أدوار الشر الكوميدية، واشتهر بها جدًا، ولكنه كان لديه حساسية كبيرة، وكان سريع الغضب، حيث رد على الكاتب الصحفي الكبير محمود السعدني، وانفعل عليه بعد أن وصفه السعدني بـ«إنت مش بقيت توفيق الدقن، بقيت توفيق الفواتيري»، وذلك بسبب مواصلته الليل بالنهار في العمل؛ من أجل توفير الأموال لتسديد ديونه، وقال في أحد حواراته: «أنا فاتح 6 بيوت، فمهما يكون مرتبي برضوا بكون مديون».
عبر الدقن عن ندمه؛ لرفضه العمل في أحد الكباريهات، وكان أجره في الليلة الواحدة 50 جنيها، وقال: «كنت هعيش ملك، ولاد الحرام قطعوا عليا النور، وعلى ولادي، اللي بيذاكروا عشان الديون اللي عليا»، كما أن والدة الدقن لم تشعر بأن نجلها نجح في مجال الفن، إلا عندما رأت محمود المليجي في منزلها؛ ليطمئن عليها.