ملتقى الفكر الإسلامي يواصل فعالياته بالحسين.. يدعو لإعلاء قيم المواطنة.. وزير الأوقاف: الأديان ضد العنف والكراهية.. عمر هاشم: النبي بث روح الإخاء بين أبناء الوطن.. والفقي: الطائفية والتطرف جرائم دخيلة
عقد ملتقى الفكر الإسلامي، ثاني حلقاته في ساحة مسجد الإمام الحسين، تحت عنوان "المواطنة" بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، بحضور لفيف من قيادات وزارة الأوقاف ومن شباب الدعاة وأعداد غفيرة من المواطنين الذين حرصوا على حضور الملتقى.
إشادة بالفقي
في بداية اللقاء، رحب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالضيفين الكبيرين "الفقي وهاشم"، وهنأ مصطفى الفقي برئاسة مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، موجها الشكر لرئيس الجمهورية على هذا الاختيار الذي وافق أهله ومحله، مؤملا أن تشق مكتبة الإسكندرية طريقها إلى العالمية، واصفا الفقي بالقامة الثقافية النادرة، وأنه أهل لأن ينهض بمكتبة الإسكندرية في ظل دعم رئيس الجمهورية من جهد للفكر والثقافة ونشر مبادئ الإسلام الوسطي وترسيخ تعاليمه السمحة على مستوى العالم.
الجماعات المتطفلة
وأكد وزير الأوقاف في كلمته أن الأديان كلها ضد العنف والكراهية والتطرف، وكل ما يحض على الكراهية لا علاقة له بالأديان، وحذر بشدة من الجماعات المتطرفة والمتطفلة على الدعوة.
كما حذر وزير الأوقاف من أخذ العلم عن الدخلاء وغير المؤهلين وغير المتخصصين أو المتاجرين بالدين الذين يحاولون أن يفرضوا أنفسهم على المجتمع فرضا لأجل تحصيل مصالح ومكاسب خاصة.
المواطنة والإسلام
ومن جانبه، عبر الدكتور أحمد عمر هاشم عن شكره لوزير الأوقاف على إعادته للملتقى محققا رغبة الناس في عودته فقد كانت جموع المصريين في شوق لعودته، مشيدا بجهوده التي يبذلها لخدمة الإسلام والمسلمين في وزارة الأوقاف.
وأكد أن المواطنة من أسس بناء الدولة في الإسلام، مشيرا إلى أن القرآن دعا إلى حسن معاملة غير المسلمين وبرهم وصلتهم، كما أن وثيقة المدينة تعتبر أهم وثيقة عرفتها الإنسانية، في تأكيد التعايش السلمي بين بني البشر، فقد قامت على الوحدة الوطنية والمواطنة، فقد بث النبي صلى الله عليه وسلم روح الإخاء والمحبة بين أبناء الوطن الواحد.
حرمة النفس
ودعا إلى تعظيم حرمة النفس الإنسانية، مبينا أن الإسلام بريء من القتل والعنف والتخريب وسفك الدماء.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد تلك المبادئ، وأسس لتأمين الوطن والمواطن ودعا إلى التعايش السلمي ووحدة الصف وقد بدا هذا في عالمية الخطاب القرآني فهو لم يوجه إلى المسلمين فحسب بل خاطب الناس جميعا على اختلاف أديانهم أو ألوانهم أو أعراقهم أو توجهاتهم، مبينا أن ما جرى في مصر من إراقة الدماء الزكية ليس من الإسلام في شيء.
وتابع: "بني الإسلام السمح على الصفح والتسامح، وتلك كانت خير أداة لنشر الإسلام"، داعيا إلى التواصي بالحق والصبر والعفو واللين والمحبة بين أبناء الشعب المصري، معلنا أننا مع المواطنة قلبا وقالبا فمصر بلد الوسطية وكنانة الله في أرضه.
قيمة الانتماء
وفي ذات السياق، أكد الدكتور مصطفى الفقي أن المواطنة من أسس بناء الوطن في الإسلام، فلا يمكن فصل الوطن عن الدين، مؤكدا حديث القرآن إلى الناس جميعا وليس للمسلمين وحدهم، فالانتماء هو المعنى الأصيل للمواطنة.
وأوضح أن المواطنة في معناها هي المساواة بين المختلفين بغض النظر عن اللون أو الجنس فالجميع متساوون في الحقوق والواجبات، مشيرا إلى أن الطائفية والتطرف كلها أمور دخيلة علينا مصدرة إلينا.
ونبه إلى أن الطائفية والتطرف كلها جرائم دخيلة، فالإسلام الحنيف راعى مفهوم التسامح تجاه الآخر، وقد عاش المصريون عشرات القرون تحت ظل المحبة والألفة وراية المواطنة.