صيام ودماء وشهداء ولعب وفن
توج الأهلي بطلا لمسابقة الدوري العام هذا الموسم بعد تعادله أمس مع فريق المقاصة، سيكون احتفال الأهلي باهتا وربما لا يحتفل تضامنا مع أسر شهداء الوطن من الإخوة الأقباط أبناء "نزلة حنا" التابعة لمركز الفشن بمحافظة بني سويف، الذين اغتالتهم أيادي المجرمين بين مدينتي العدوة ومغاغة بمحافظة المنيا، وهم يستقلون أتوبيس في طريقهم إلى أحد الأديرة، صباح يوم الجمعة الماضى لأداء بعض العبادات الدينية، لم يخطر ببالهم أنه على الطريق الغربي لنهر النيل سيخرج عليهم مجموعة من المجرمين الإرهابيين يستقلون سيارات دفع رباعي ويحملون الرشاشات، ويقتلون منهم ٢٩ بريئا ويصاب ٢٣ آخرون بعضهم إصابته خطيرة.
أمضى المسلمون قبل المسيحيين يوما حزينا بمجرد سماعهم النبأ المفجع عند صلاة الجمعة، بكى المسلمون قبل المسيحيين حزنا على الأبرياء.
ضاعت فرحتنا نحن المسلمين وكنا نستعد لسماع نبأ ظهور هلال رمضان، لنبدأ أجمل شهور السنة.. البهجة والفرحة والسرور مع الصيام، والتجهيز لأول سحور في الشهر الكريم، لكننا سهرنا حتى السحور نتابع تداعيات العمل الإجرامي الذي ارتكبه المجرمون.
كنا نتحدث عن فرحة الأهلي بالفوز بالدوري بعد لقاء المقاصة.. ونتحدث عن مفاجآت دوري المجموعة وفوز الأهلي على القطن الكاميروني في جاروا بالكاميرون، وفوز الزمالك على كابس يونايتد «زيمبابوي» ثم التعادل في تونس مع أهلي طرابلس في صفاقس وما تل ذلك من مفاجآت مثيرة من فوز زاناكو «زامبيا» على الوداد البيضاوي المغربي، وفوز النجم الساحلي التونسي على المريخ السوداني في الخرطوم في الدقيقة ٩٣.
جلسنا نحسب الحسبة بعد أن تعقدت الأمور والأهلي الذي خيب الظنون في بداية المشوار بالتعادل في مصر مع زاناكو يفوز على القطن، ويتصدر المجموعة منفردا بعد هزيمة الوداد.. ولهذا فإن مباراتهما معا ببرج العرب يوم ٤ يونيو القادم ستكون قمة الإثارة، لتحديد من يصعد أو يتصدر المجموعة، ونفس الشيء بعد هزيمة اتحاد العاصمة أمام كابس يونايتد، ولقاء الزمالك مع العاصمة الجزائرية ببرج العرب في نفس اليوم قبل لقاء العودة في الجزائر.. كلها أمور شائكة ومتشابكة سنضطر أن نتابع تلك المباريات برغم ما ينتاب الشعب كله من أحزان على كارثة أتوبيس الأقباط في المنيا.
