رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا بعد استرداد أراضي الدولة؟


بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من عمر المهلة التي أعطاها الرئيس عبد الفتاح السيسي للأجهزة التنفيذية من رجال الداخلية وقوات إنفاذ القانون من القوات المسلحة لاسترداد أراضي الدولة، التي اغتصبها رجال أعمال كبار، وسياسيون نافذون، وقضاة، وضباط شرطة، وإعلاميون، وحتى مواطنون عاديون.


تلك الأراضي استحوذ عليها البعض بطرق احتيالية، عن طريق تغيير النشاط من زراعي إلى سكني، كما حدث في طريق "القاهرة - الإسكندرية" الصحراوي، ومعظم الطرق الصحراوية، أو عن طريق وضع اليد كما حدث في أراضي طرح النهر والمحميات الطبيعية، التي يستحوذ عليها مواطنون بعد غياب المتابعة والمراقبة من قبل أجهزة الدولة، المنوط بها الإشراف والمتابعة على هذه الأراضي، أو عن طريق بعض الجمعيات التي حصلت على هذه الأراضي عن طريق التخصيص، ولكنها تقاعست عن البدء في التنمية والتعمير كما حدث في أرض الإعلاميين.. وحسنا فعلت الدولة حينما اتخذت قرار استرداد الأراضي التي استولي عليها البعض، ولكن ماذا بعد؟

منذ أن تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء افتتاح بعض المشروعات القومية في محافظة قنا عن ضرورة استرداد أراضي الدولة المتعدى عليها منفعلا أثناء الحديث عنها قائلا: "هي مش طابونة"، معبرا عن استيائه وغضبه الشديد من مثل هذه الأمور التي تشجع المعتدين على الاستمرار في عدوانهم وانتهاكهم للمال العام والحديث عن استرداد تلك الأراضي لا ينقطع ونسمع كثيرا عن حملات الإزالات واسترداد الكثير من الأراضي حتى أن المرء يكاد يصاب بالدهشة من سماع تلك الأخبار التي تتحدث عن استرداد أكثر من 20 ألفا و300 فدان في الفيوم وحدها، و60 ألف فدان في بني سويف، وغيرها الكثير من الأراضي التي تمت إعادتها إلى الدولة ولا ندري ماذا ستفعل الدولة في هذه الأراضي التي تقدم البعض بأوراق تقنينها..

هل ستقوم الدولة بالتصالح مع هؤلاء خاصة بعد أن تقدموا بطلبات تقنين أوضاعهم على هذه الأراضي أم ستطرحها من جديد للمستثمرين، أم ستضعها تحت ولايتها ومن ثم تكون مسئولة مسئولية مباشرة عن رعايتها والإشراف عليها؟! وأيا ما كان الحل الذي ستختاره الدولة فلابد من اطلاع الرأي العام على حقيقة ما يجرى خصوصا أن هناك أقاويل تتردد بأنه لن يحدث أي جديد، خصوصا أن الدولة لا تستطيع وحدها تنمية هذه الأراضي، ومن ثم فإن ما يحدث زوبعة في فنجان وسيعود الوضع لما كان عليه.. فهل ستتحرك الدولة وتكشف بوضوح كيفية التعامل مع هذه الأراضي أم ستترك المواطنين خاصة من أيدوا هذه القرارات الشجاعة نهبا للشائعات والأقاويل؟
الجريدة الرسمية