رئيس التحرير
عصام كامل

صفاء حجازي ومكافحة القبح!!


أمس الأول رحلت عن دنيانا الإعلامية القديرة صفاء حجازي، أول وآخر سيدة تتولى رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والتي كانت ملقبة بالمرأة الحديدية.


حجازي عليها رحمة الله عليها، كانت سيدة وطنية مخلصة لعملها ولبلدها صاحبة قرار وتمتلك شخصية قوية، وكان لديها حماس شديد للنهوض بماسبيرو بقنواته الإذاعية والتليفزيونية، تحارب على كل الجبهات وتتلقى الطعنات ولكنها كانت صامدة تعرف هدفها جيدا وتحاول الوصول إليه، ولهذا لم تكن تلتفت إلى الصغائر أو تشغل بالها بالتفاهات.. وحينما كتبت في هذا المكان عن قناة "ماسبيرو زمان" والتي كانت فكرتها وقلت إن هذه القناة قلبت علينا المواجع لأنها تذكرنا بماضينا الجميل في كل شيء، من خلال الحوارات التي تعرضها لعمالقة العلم والسياسة والأدب والفكر والفن والثقافة، فمن يشاهد قناة "ماسبيرو زمان" لابد أن يتحسر على الحالة التي وصلنا إليها في كل المجالات..

بعد نشر المقال فوجئت باتصال من صفاء حجازي وتقول إننا لم ننشئ القناة حتى نقلب المواجع على المواطنين ولكن لمكافحة القبح الذي انتشر في المجتمع، هدفنا من قناة "ماسبيرو زمان" هو جذب المشاهدين من قنوات التفاهة الإعلامية، ونذكرهم وأنفسنا بتاريخنا العريق حتى يكون دافعا للنهوض، وأضافت أننا سوف نطلق أيضًا إذاعة "ماسبيرو إف إم" لنفس الغرض وهو مكافحة القبح والقضاء على التلوث السمعي والبصري..

وكان هذا الاتصال من المكالمات القليلة التي حدثت بيننا بعد أن تولت منصبها كرئيس لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، كما أنني لم أتلق بها ولا مرة خلال توليها المنصب رغم علاقتنا التي تمتد إلى أكثر من عشرين عاما حينما كانت تفكر في الترشح لانتخابات مجلس الشعب عام 1995 في طلخا دقهلية نفس دائرتي الانتخابية.

الإعلامية الراحلة كانت تحمل صفة الرجولة في كل تعاملاتها، وكانت تحلم بالكثير لبلادها رغم معاناتها الشديدة مع المرض وحتى آخر لحظات عمرها، كانت تقاوم إلى أن اختارها المولى تبارك وتعالى بجواره وعاد جثمانها لكي يواري الثرى في مسقط رأسها بمدينة طلخا، التي خرجت منها قبل خمسة وثلاثين عاما حيث بدأت حياتها الإعلامية مذيعة بالإذاعة المصرية وتدرجت في عملها حتى تولت قمة الهرم الوظيفي برئاسة ماسبيرو ولم تستمتع بمنصبها، حيث عانت كثيرا مع المرض، ولكن يحسب للدولة عدم تخليها عنها طوال فترة مرضها.

ولو يعلم المسئولون أن هذا هو حال الدنيا والمناصب كانوا أخلصوا في عملهم واتقوا الله في الوطن والمواطن، وما كنا وصلنا إلى هذا الحال من التردي في كل المجالات، وكانت مصر في المكانة التي تستحقها بين دول العالم المتقدم..
رحم الله صفاء حجازي، وألهم أهلها الصبر والسلوان، وجعل مثواها الجنة وإنا لله وإنا إليه راجعون.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية