الصحف الروسية: تعزيز التعاون مع القاهرة بفضل بوتين والسيسي
اهتمت صحافة موسكو بالمحادثات "المصرية-الروسية" التي أجراها وزراء خارجية ودفاع روسيا ومصر في القاهرة أمس الاثنين، حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي كلا من سيرجى شويجو، وزير الدفاع الروسي، وسيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسي، بحضور الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وسامح شكري وزير الخارجية، بالإضافة إلى السفير الروسي بالقاهرة، ونائبي وزيري الخارجية والدفاع الروسيين.
وقالت صحيفة "روسيسكايا جازيتا" إن الصداقة بين موسكو والقاهرة تصدعت بعد تفكك اتحاد الجمهوريات السوفيتية مخلفة فراغا دبلوماسيا وعسكريا واقتصاديا، وأسرع الأمريكيون بملء هذا الفراغ.
وأضافت أن السلطات المصرية الجديدة بعد الربيع العربي بدأت تدقق في اختيار الشركاء الاستراتيجيين، موضحة أنه لا يوجد هناك صراع مباشر بين موسكو وواشنطن على القاهرة.. ومع ذلك بدأت الشركات الروسية تعود إلى مصر.
وأوردت "روسيسكايا جازيتا"، نقلا عن مصدر في الوفد الروسي، أن روسيا مستعدة لتقديم أي مساعدة إلى مصر، وأشارت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" إلى أن وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرجي شويجو أكد أن التعاون بين روسيا ومصر في المجال العسكري يشهد تطورًا بفضل رئيسي الدولتين «فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي».
وذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع الروسي قال إن جمهورية مصر العربية تعد شريكًا استراتيجيًا مهمًا لروسيا في أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الروسي صرح بأن روسيا تعرض مشاريع شيقة جدًا في مجال التعاون العسكري التقني على مصر وعبر عن ارتياحه لأن مصر تسعى إلى تزويد جيشها بأسلحة من صنع روسي.
وشهدت مباحثات الرئيس السيسي مع وزيري الدفاع والخارجية الروسيين، تأكيد أهمية الحوار الاستراتيجي الذي يجريه وزيرا الخارجية والدفاع في البلدين في صيغة "2+2"، لاسيما في ضوء ما يوفره من قناة مهمــة للتباحث والتشاور حول مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن التحديات التي يتعرض لها الشرق الأوسط تتطلب العمل على تكثيف التعاون بين البلدين من أجل التغلب عليها واستعادة الاستقرار إلى المنطقة.
وشهد اللقاء استعراضًا لعدد من الموضوعات على صعيد التعاون الثنائي، وأكد الرئيس السيسي حرص مصر على ترسيخ الشراكة مع روسيا في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية، مرحبًا بالمشروعات المهمة التي يتعاون البلدان في تنفيذها داخل مصر، ومن بينها مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، وإنشاء منطقة صناعية روسية في مصر، وهي المشروعات المشتركة التي ستعطي دفعة قوية للعلاقات بين البلدين.
وتطرق اللقاء إلى مناقشة المخاطر الناتجة عن انتشار الإرهاب والتطرف، واتفق الجانبان على أهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، فضلا عن مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين في هذا المجال.
وأشاد الجانب الروسي بالجهود التي تبذلها مصر في إطار رئاستها "لجنة مكافحة الإرهاب" التابعة لمجلس الأمن للدفع قدمًا بآليات مكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي.
وشهد اللقاء أيضًا مناقشة آخر المستجدات على صعيد عدد من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الوضع في سوريا وليبيا، وأكد الجانبان تمسكهما بالحلول السياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها المنطقة، والحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها وتماسك مؤسساتها الوطنية، بما يلبى تطلعات شعوب المنطقة في عودة الأمن والاستقرار.