رئيس التحرير
عصام كامل

زرع القلب في مصر بين الحقيقة والخيال.. وفاة آلاف المرضى سنويا.. خالد سمير: الأزمة فقهية وقانونية والجراحة توفر ولا تكلف.. سامح شاهين: دول أوروبا تستعين بالصناعي لصعوبة التبرع

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يتوفى آلاف من المرضى سنويا؛ بسبب الحاجة إلى إجراء جراحة زرع قلب، حيث إنه نظرا لأنها غير مطبقة في مصر، فيتوفى المريض.
 
ويرجع سبب عدم تطبيق جراحات زرع القلب لعدة أسباب؛ منها دينية، والاختلاف حول وفاة جذع المخ، إضافة إلى عدم تطبيق زرع الأعضاء من المتوفين للأحياء.


من جانبهم، أكد أطباء القلب، أن جراحة الزرع من أسهل الجراحات، ولدينا في مصر أطباء لديهم القدرة على إجرائها، إضافة إلى أنها مطبقة في عدد من الدول الإسلامية، منها السعودية، منذ 30 عاما.

عمليات زرع القلب
وأكد الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بكلية الطب جامعة عين شمس، أنه لا يوجد عمليات زرع قلب في مصر، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي عوائق في العامل البشري، أو الإمكانيات الطبية في مصر، ولكن أساس الأزمة هو قانون زرع الأعضاء، وعدم تطبيق عمليات الزرع من المتوفين إلى الأحياء، خاصة وأن القلب يختلف عن أي عضو من أعضاء الجسم، ويجب نقله بعد وفاة المريض أو الوفاة الإكلينيكية.

وأوضح أن دول إسلامية كثيرة، منها: السعودية، وإيران، وباكستان، حلت تلك القضية، وحاليا يجرون جراحات زرع القلب منذ 30 سنة، مشددا على أن الأزمة هي قانونية فقهية.

تحريم زرع الأعضاء
وأشار إلى أن بعض ممن يطلقون على أنفسهم علماء الدين، يحرمون ذلك ويختلفون في تحديد الوفاة، موضحا أن الطبيب فقط هو من يحدد وفاة الإنسان، وهي وظيفة الطبيب، ولا يستدعي شيخا حينها؛ لتحديد وفاة الشخص.

وتابع، إننا بحاجة إلى إعادة هيكلة منظومة زرع الأعضاء في مصر، ووضع آليات للحصول على الأعضاء من المتوفين في المستشفيات، ووضع تعريف محدد للوفاة؛ لأنه من الممكن أن يكون الشخص توفي ودقات قلبه تعمل، ويرفع الأهل قضية على الطبيب والمستشفى، بأنه تم أخذ عضو منه وهو على قيد الحياة، لافتا إلى أن ذلك خطأ؛ لأن دقات القلب ليست علامة الحياة، بل موت نشاط المخ لمدة 6 ساعات، هي الوفاة الإكلينيكية، ولم يحدث من قبل أن يصحو مريض بعد وفاة جذع مخه.

وأوضح أن جراحات زرع القلب، ليست جراحة صعبة، وجراحة قلب الأطفال أكثر تعقيدا وخطورة منها، ولكنها تحتاج إلى فريق طبي مؤهل، والأطباء المصريون لديهم القدرة على ذلك، وتحتاج الجراحة إلى آليات لمنع طرد الجسم للقلب المزروع، ومكافحة العدوى أثناء الجراحة، مشيرا إلى أن أول عملية زرع قلب كانت في جنوب أفريقيا سنة 1967، وذلك ما يثبت أنها ليست معقدة.

وفاة المرضى
واستطرد: أنها لا تحتاج إلى إمكانيات مادية ضخمة، بل ما ينفق على مريض القلب أكثر تكلفة من الجراحة، مؤكدا أن هناك آلاف من المرضى يموتون سنويا؛ نظرا لعدم وجود جراحات الزرع، وتجرى عمليات مؤقتة للمرضى، ولا تجعلهم أشخاصا طبيعيين، لافتا إلى وجود جراحات متعددة تجرى للمواليد، منها رفع نسبة الأكسجين، والعيوب الخلقية للقلب، يجب أن يجرى لها نقل قلب، ولكن لأنه غير متوفر، تجرى جراحات أخرى تتكلف أموالا باهظة.

تطبيق قانون زراعة الأعضاء
من جانبه، قال الدكتور سامح شاهين رئيس جمعية القلب المصرية، وأستاذ أمراض القلب بكلية الطب جامعة عين شمس، أن عمليات زرع القلب غير مطبقة في مصر، لافتا إلى أنها تحتاج إلى تطبيق قانون زراعة الأعضاء من المتوفيين إلى أحياء.

وأوضح لـ«فيتو» أنه لا يمكن أخذ القلب من شخص حي، ويجب أن يكون من متوفى، ولم تطبق في مصر لأسباب ثقافية وعقائدية، فضلا عن أنها تحتاج منظومة طبية ضخمة، يمكن تطبيقها في مصر.

القلب الصناعي
وأشار إلى أنه كثيرا من الأحيان يحتاج مريض القلب إلى ضرورة إجراء زراعة قلب، ولا يوجد طرق علاج أخرى سواها، لافتا إلى أنه في الخارج يتم الاستعاضة عن القلب البشري بالقلب الصناعي؛ نظرا لأنهم يجدون صعوبة في التبرع بالقلب، فتم تطوير القلب الصناعي، ويعيش المريض به لسنوات.
الجريدة الرسمية