إلغاء مائدة إفطار صفوت البططي للعام الثاني بقنا

للعام الثاني على التوالي، ألغيت مائدة إفطار شاعر المربعات صفوت سيفين لبيب والملقب بـــ«صفوت البططي» ابن محافظة قنا، الذي جمع بين المسلمين والأقباط في نسيج واحد على مائدة الإفطار السماوية التي كان يعدها سنويًا بحضور أصدقائه وزملائه بمنزله، ويكرس جهوده وأسرته لخدمتهم ليسطر ملحمة جديدة في أبيات نسيج الوطن الذين يعيشون فوق ترابه.

ومن جانبه، قال أحمد سعد جريو، صديق الشاعر"، إنه كان يعد المائدة سنويًا لأصدقائه من المسلمين وزملائه وتقوم بناته وزوجته بإحضار الطبق الذي يأكل شخص من الحاضرين دون كلل أو ملل سنويًا، مضيفة: "ولحظة رحيله علمت أن الكثير من الخير والصداقة والأخوة رحلت"، مشيرًا إلى أن ما يحدث في الوطن ليسوا من أبناء هذا الوطن الذي تربى على يدهم البططي.

وأضاف «جريو» أن البططي تعلم كما كان يروي دائمًا في كتاب الشيخ علي الخطيب بالسوق الفوقاني، ولم يكن وقتها الكتاب يعلم القرآن فقط، بل كان يعلم كل شيء.

وأشار إلى أن البططي كان يؤكد أن أهم تعليم عرفه في كتاب الشيخ علي هو المحبة ونطق الحروف باللغة العربية الصحيحة، وبدأ البططي في سماع السيرة الهلالية في ساحة سيدي عبد الرحيم القنائي بمنطقة "بورة الضبعة" التي كانت تشتهر في السنوات السابقة باجتماع الشعراء والمثقفين لسماع الإنشاد الديني والغناء الشعبي، وكان وقتها من يقوم برواية السيرة الهلالية الشيخ جابر أبو الحسن والجميع كان يتجمع ليسمع.

وكان البططي يحرص على شراء فانوس رمضان سنويًا لبناته، وبعد ذلك حرص على تلك العادة حتى مع أحفاده إلى أن توفى قبل إحضار فانوس رمضان 2016 لاحفاده لتغيب لأول مرة مائدة الشيخ البططي عن شهر رمضان وتترك فراغ وثقوب في جدارن الوطن ليغرق فيه دماء الأبرياء.