رئيس التحرير
عصام كامل

قرارات وزير الأوقاف تشعل الحروب بين عائلات الصعيد.. مجالس إدارات إعمار المساجد تنزع فتيل الصراعات القبلية.. أصحاب الجوامع: القرار له عواقب وخيمة ويزهق أرواح أبناء الجنوب

الدكتور طلعت عفيفى..
الدكتور طلعت عفيفى.. وزير الأوقاف

ما زالت توابع قرار الدكتور طلعت عفيفى؛ وزير الأوقاف، بإنشاء مجالس إدارات إعمار المساجد، يثير حالة من الغضب بين عائلات الصعيد، باعتبار أن هذا القرار سيعمل على إشعال الفتنة، ويجعل المساجد مقرًّا للصراعات القبلية والعائلية، حتى إن بعض العائلات من الوجه القبلى هددت بغلق المساجد إذا أشرف عليها أفراد من عائلة أخرى، ضمن قانون انتخاب مجلس إدارة إعمار المسجد المزمع إصداره.

قال الدكتور خلف مسعود؛ القيادى بحركة "أئمة بلا قيود": إن العائلات فى الوجه القبلى لهم طبيعة خاصة، فكل عائلة تنشئ مسجدًّا خاصًّا بها، يصلى فيه أفرادها، ويعتبر رمزًا لهيئة العائلة، وبعد قرار الدكتور عفيفى بتشكيل مجلس إدارات للمساجد، سيؤدى إلى تحول المساجد إلى ساحة للصراعات، وستهدر الدماء داخلها؛ لأنه لن تقبل عائلة سيطرة أفراد عائلة أخرى على مسجدها.
وأضاف جمال سيد محمود؛ مؤسس مسجد الفتح بمدينة أبو تيج بمحافظة أسيوط، أنه لن يقبل بتسليم مسجده لأفراد من خارج العائلة للإشراف عليه، مشيرًا إلى أن التعاون يتم بشكل رمزى، وليس بطريقة رسمية، مشيرًا إلى ارتفاع مستوى الأمية بأسيوط، مما سيرفع درجة الاحتقان والتحدى بين أهالى القرية، ولم يستبعد وقوع مشاجرات بالأسلحة الآلية داخل المسجد.
أما الدكتور حمدى أبو مساعد؛ أستاذ علم الاجتماع بجامعة أسيوط ومؤسس مسجد "مكة المكرمة" بقرية العزايزة مركز الغنائم بمحافظة أسيوط، فأكد أن المسجد يمثل نظامًا اجتماعيًّا، له دور إيجابى فى حل الخلافات والمنازعات بين أفراد المجتمع، ونظرًا لمكانته الاجتماعية المرموقة تقوم العائلات الكبرى ببناء المساجد، وغالبًا ما يسمى المسجد باسم العائلة.
وأضاف: إن لتشييد المساجد بالصعيد هدفين؛ أولهما أنه يعطى وضعًا اجتماعيًّا للعائلة، والعمل على محاربة الجريمة المتلخصة فى " الثأر"، والثانى "القيمة الاجتماعية"، وذلك عبر رفع اسم العائلة بين عائلات القرية، ويكون رئيس مجلس إدارة المسجد هو أحد كبار العائلة، أما مجلس الإدارة فيشكل من شخص من كل منزل بالعائلة .
وأكد أن عمال المساجد غالبًا ينتمون لنفس العائلة، وإذا ما حاول أشخاص من عائلة أخرى إجبارهم على تنفيذ إصلاحات أو خلافه بالمسجد ستحدث مجازر لا تُحمد عقباها.
من ناحيته قال الشيخ الدسوقى أحمد؛ مؤسس مسجد الرحمن بمنطقة الطب البيطرى بقنا: إن مجلس الإدارة سيكون له عواقب وخيمة على الدعوة بالمحافظة، حيث ستتدخل الأهواء فى السيطرة على أموال الزكاة والتبرعات، وستسعى كل العائلات للسيطرة على هذه الأموال التى ستقدر بآلاف الجنيهات شهريًّا، وحينها ستتحول دور العبادة إلى ساحة للصراعات بين العائلات.
وحذر اللواء محمد عبد الفتاح عمر؛ الخبير الأمنى، من عواقب هذا القرار، مؤكدًا أن انتشار السلاح فى محافظات الوجه القبلى لا يستخدم لسرقة المواطنين، ولكن للدفاع عن النفس، مؤكدًا أن مواطنى الصعيد بحوزتهم مختلف أنواع الأسلحة النارية، وإذا حدثت خلافات حول أعضاء مجالس الإدارات من السهل استخدام الأسلحة، مما يتسبب فى إزهاق الأرواح داخل المساجد.

الجريدة الرسمية