رئيس التحرير
عصام كامل

المتحف المصري يغير جلده.. كنز تانيس وآثار «يويا وثويا» تحل محل «توت عنخ آمون».. تشكيل لجنة لاختيار القطع المميزة من المخازن لعرضها.. والسيناريو الجديد يحمل طابع تاريخ الفن

 المتحف المصري
المتحف المصري

تستعد إدارة المتحف المصري بالتحرير لإعداد خطة ليستعيد المتحف رونقه حيث سيتم تحويله إلى متحف تاريخ الفن والتصوير، بعد نقل مجموعة الملك توت عنخ آمون للمتحف الكبير، وسيتم استغلال أرض الحزب الوطني السابق في بناء مركز للترميم حال موافقة مجلس الوزراء على إعادتها للمتحف مرة أخرى بعد استقطاعها منه لبنا الحزب الوطني المنحل، وقاعتين للعرض المتغير، وسيتم إقامة معارض مؤقتة تضم قطعا أثرية تعرض لأول مرة، أما القاعة الأخرى سيتم فيها إقامة معرض متغير خاص للفن الحديث.


ومن المقرر إنشاء حديقة نباتية فرعونية متميزة، لاستعراض مشروع "رحلة حابي" للربط بين أربعة مواقع أثرية على النيل، تبدأ من مقياس النيل بالروضة وقصر المانسترلي، مرورًا بسور مجرى العيون وقصر المنيل، ووصولًا إلى المتحف المصري بالتحرير، وذلك كمرحلة أولى، فيما تتضمن المرحلة الثانية ربط الرحلة بمتحف المركبات الملكية ببولاق وقصر محمد على بشبرا الخيمة.

يويا وثويا تحل محل توت عنخ آمون
ومن جانبها قالت صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصري، إنه من المقرر عرض مجموعات الكنوز بالمتحف مثل كنز تانيس والمجموعات المميزة ومن أهمها آثار "يويا وثويا" مكان آثار توت عنخ آمون التي نقلت للمتحف المصري الكبير.

وأكدت صباح عبد الرازق لـ"فيتو" أن المتحف لا يتأثر بنقل آثار توت عنخ آمون إلى المتحف الكبير لعرضها في افتتاحه عام 2018، مشيرة إلى أنه سيتم تغيير سيناريو عرض المتحف بالكامل وهذا ما يتم دراسته في الوقت الحالي حتى يتضمن تاريخ الفن وخصوصا فن النحت على مر العصور.

سيناريو العرض
وأوضحت مدير عام المتحف المصري بالتحرير، أنه تم تشكيل لجنة لاختيار بعض القطع المميزة من مخازن الآثار لعرضها بالمتحف عقب الانتهاء من خطة إعادة سيناريو العرض المتحفي له.

وأضافت صباح عبد الرازق، أن خطة إعادة المتحف إلى شكله القديم أوشكت على الانتهاء حيث تم دهان الدور العلوي بالكامل باللون "الفستقي" ومن المقرر البدء في الدور الأرضي.

المتحف الكبير
وكان المتحف المصري الكبير بميدان الرماية، استقبل مؤخرا أحد الأَّسرة الطقسية المذهبة الخاصة بالملك توت عنخ آمون وإحدى عجلاته الحربية، قادمين من المتحف المصري بالتحرير، وذلك في إطار خطة وزارة الآثار لنقل القطع الأثرية الخاصة بالفرعون الذهبي من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير، تمهيدًا لافتتاحه جزئيًا في عام 2018.

وتأتي عملية النقل أيضًا في إطار المشروع المصري الياباني المشترك بين وزارة الآثار ووكالة التعاون الدولي اليابانية "الجايكا"، بهدف ترميم وصيانة وتغليف ونقل 71 قطعة أثرية من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف المصري الكبير بميدان الرماية.

المشروع الياباني
ومن بين هذه القطع 65 قطعة من الأثاث الجنائزي الخاص بالفرعون الذهبي تتضمن 3 أسرة خشبية مذهبة، و5 عجلات حربية، و57 قطعة نسيج، هذا بالإضافة إلى لوحات جدارية تخص الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة.

ويتكون فريق العمل المصري الياباني من 100 خبير وأخصائي مصري وياباني في مجال الترميم الأولى، والصيانة، والتوثيق الأثري، والتغليف، والنقل، والمتاحف، وقد قام الفريق بأعمال التوثيق الأثري للسرير والعجلة لإثبات حالتهما عن طريق التصوير بالأشعة السينية مما مكنه من وضع خطة دقيقة للترميم الأولى والتغليف والنقل مبنية على دراسة علمية دقيقة.

أعمال الترميم الأولى
قام فريق العمل بتدعيم المناطق الضعيفة بالعجلة الحربية والسرير الجنائزي، خاصة عند مناطق الوصلات الخشبية، وتثبيت القشور السطحية وتدعيمها للحفاظ عليها وضمان ثبات حالتها أثناء عملية النقل.

أعمال التغليف والنقل
استمرت أعمال تغليف السرير نحو تسع ساعات وتم وضعه في صندوقين أحدهما داخلي والآخر خارجي مبطن بخامات ماصة للاهتزاز والسرير على هيئة المعبودة محيت ورت ومصنوع من الخشب المغطى برقائق الذهب.

أما فيما يخص العجلة الحربية فقد تم تغليفها بنفس الأسلوب المتبع في السرير، لكن تم وضعها في 12 صندوقًا منها 7 صناديق داخلية و4 خشبية خارجية، بالإضافة إلى صندوق به مستلزمات العجلة على حدة.

واستخدم الفريق المصري - الياباني الأساليب والطرق العلمية في أعمال رفع وتحريك القطع الأثرية من أماكنها إلى صناديق التغليف، وذلك عن طريق استخدام وسائد هوائية بلاستيكية، الأمر الذي من شأنه منع أية أضرار تقع على الأثر، كما تم استخدام مواد تغليف لا تؤثر على طبقة التذهيب الموجودة بالسرير والعجلة الحربية، وتمت عملية النقل على قواعد حديدية مجهزة ضد الاهتزازات تم إحضارها من اليابان، وقد سبق أن قام فريق العمل بإجراء اختبار عملي على تلك القواعد الحديدية وذلك بوضع أجهزة لقياس شدة الاهتزازات، والتي أعطت نتيجة جيدة عن كفاءة تلك القواعد.
الجريدة الرسمية