شُنط رمضان
توزيع شُنط رمضان.. عادة ارتبطت ببداية شهر رمضان أحبها المصريون مهما كثر أو قل ما فيها، وفي ظل غلاء الأسعار الحالي فإن المصري يفرح الآن بالشنطة، وإن كانت (كيسا فارغا)، وقد كان من عناية المصريين بشنطة رمضان أن أسس الفاطميون مؤسسة خاصة لإنتاج المأكولات؛ خاصة الحلوى الرمضانية أسموها (دار الفطرة) التي أنشأها العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي.
كان يبدأ العمل في هذه الدار من أول شهر رجب استعدادًا للتوزيع في رمضان، ولأن الحالة كانت –مرتاحة – فلم يكن لديهم إعلان تبرع لشنطة رمضان ولفقراء الصعيد، وكانت الشنطة عمرانة بالسكر والزعفران والتمر والدقيق والبندق، ويضاف إليها بعض الحلويات التي يصعب نطق اسمها كالخشكنانج والبستندود والفانيد – ولا تسألني عزيزي القارئ عن هذه الأطعمة فلم يسبق لي تذوقها _ لكن يبدو أنها قريبة من القطايف.
وعندما يهل رمضان توزع هذه العطايا على أهالي مصر، وتفيض منهم حتى توزع على رجال البلاط الفاطمي، وبعد أن يبدأ الشهر تفتح الموائد للإفطار والسحور وتكثر عطايا الملوك والوزراء وكل –سنكوح – ورزقه وكانت تسمى تلك الموائد بسماط شهر رمضان، وقد كانت تفيض عن حاجات الصائمين حتى قيل بإن الفائض منها يكفي للتوزيع على أهل القاهرة.
وإن أردت أن تتعرف على أصل كلمة "شنطة" فيقال حسب معجم اللغة العربية المعاصر، إنها حقيبة اليد وتجمع على شنطات وشنط وقيل بإن أصلها تركي (تشانطة) اشتقت من كلمة (جنتة) الفارسية بجيم مثلثة النقاط، ولهذا السبب فلا تحزن إذا حصلت على شنطة رمضانية ووجدتها فارغة، لأنها رجعت لأصلها و(جابت على الجنط).