رئيس التحرير
عصام كامل

الإمام الأزهري يترك الحديث من أجل القرآن في رمضان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بلغ علو الهمة لدى الصحابة والتابعين والأئمة مبلغا لم يصله أحد فكان اعتناؤهم بالقرآن في رمضان لا مثيل له فكان الإمام أزهري رحمه الله إذا جاء رمضان فر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن.


يسند إلى الشيخ أبو منصور الأزهري رواية 2200 حديث شريف وكان رأسا في اللغة والفقه، ثقة، وبالرغم من ذلك كان من الحريصين على قراءة القرآن وتدبره في رمضان لما يعرفه من فضله في تلك الأيام الفضيلة.

أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة الأزهري الهروي اللغوي الشافعي، الملقب بالأزهري (895 - 981 م) نسبة إلى جده الأزهري عالم من علماء اللغة العربية، عاش في العصر العباسي، ولد في هراة في خراسان، ثم انتقل إلى بغداد، عني بالفقه فاشتهر به أولا، ثم غلب عليه التبحر في العربية، فرحل في طلبها وقصد القبائل وتوسع في أخبارهم، ووقع أسيرًا في يد القرامطة، فكان مع فريق من هوازن «يتكلمون بطباعهم البدوية ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن» كما قال في مقدمة كتابه «تهذيب اللغة»، ومن كتبه «غريب الألفاظ التي استعملها الفقهاء»، و«تفسير القرآن»، و«فوائد منقولة من تفسير للمزني» وغيرها.

ارتحل الأزهري في طلب العلم بعد أن سمع ببلده من الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السامي وعدة، وسمع ببغداد من أبي القاسم البغوي، وابن أبي داود، وإبراهيم بن عرفة، وابن السراج، وأبي الفضل المنذري، وترك ابن دريد تورعًا، فإنه قال: «دخلت داره، فألفيته على كبر سنه سكرانًا»، وروى عنه: أبو عبيد الهروي الفاشاني مؤلف كتاب الغريبين، وأبو يعقوب القراب، وأبو ذر عبد بن أحمد الحافظ، وسعيد بن عثمان القرشي، والحسين بن محمد الباشاني، وآخرون.

وكان رأسا في اللغة والفقه، ثقة، ثبتًا، ديّنًا، فعنه قال: «امتحنت بالأسر سنة عارضت القرامطة الحاج بالهبير، فكنت لقوم يتكلمون بطباعهم البدوية، ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن أو خطأ فاحش، فبقيت في أسرهم دهرًا طويلًا، وكنا نشتي بالدهناء، ونرتبع بالصمان، واستفدت منهم ألفاظا جمة».
الجريدة الرسمية