رئيس التحرير
عصام كامل

المنيا.. بين ضربات الطيران ونصيحة «بن لادن»


بدأنا اليوم الأول من رمضان صائمين عن الفرحة بعد أن تشاركنا الوجع على الدماء التي سالت في المنيا بالقرب من دير الأنبا صموئيل.

ومنذ يومين مرت ذكرى رحيل الملك الليبي محمد إدريس السنوسي الذي تزوج من سيدة مصرية من المنيا، واستمر حاكمًا لليبيا حتى نجح "القذافي" في الاستيلاء على السلطة قبل أن تطيح بالأخير الحرب الأهلية التي تسببت في زيادة انتشار الإرهاب الذي ضرب المنيا بالأمس.


ويأتي الحادث الإرهابي بالتزامن مع مرور الذكرى السنوية الأولى لتجريد أهالي قرية بالمنيا لسيدة مصرية مسيحية مسنة من ملابسها على خلفية مشكلات بين عائلتين وهو ما يجعلنا على يقين بأنه رغم مخاطر تصدير الإرهاب الخارجي إلينا إلا أن الخطر الأكبر يبقى في صناعته ورعايته محليًا لأن غياب الخوف من المحاسبة يجعل الجريمة عادة، والأفعال الشاذة تقليد، ويُصبغ على الاعتداء الطائفي صفة الشرعية.

وقد أثلجت ضربات الطيران في ليبيا قلوبنا قليلًا إلا أننا مازلنا في انتظار ضربات حاسمة من دولة القانون في مصر لكل من يتجاوزه متسببًا في نشر التطرف والفتن.

أما دور الإعلام فيظل الأكثر أهمية للانتصار وحسم المعارك وهو ما انتبه إليه أسامة بن لادن حين نصح أتباعه من الإرهابيين بالاهتمام بالإعلام ووصف القنوات الفضائية في أحد رسائله لهم بأنها أصبحت اليوم بمثابة أشد الشعراء الهجائيين في العصر الجاهلي، ونُزيد عليه أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم أشد تأثيرًا على الجمهور من المعلقات الجاهلية مما يجعل هناك أهمية لبناء دور قوي ومؤثر للدولة عليها تعمل من خلاله على التواصل مع الجمهور بشكل دائم لربطهم بمعطيات الحرب الدائرة ضد الإرهاب وأهدافها ونتائجها وانتصاراتنا بها.. عندها سنشعر جميعًا بالمشاركة في الأحداث، والمسئولية في صناعتها، والفهم الكافي لتفاصيلها.. ولن يستطيع أحدهم أن يبث الفتنة بيننا.

الجريدة الرسمية