من يفسد فيها ويسفك الدماء
طالعتنا الصحف اليوم بخبر مؤسف عن استهداف أتوبيس يقل أقباطا أسفر عن مصرع 26 وإصابة 24 آخرين، ولا زالت التحليلات على مواقع التواصل الاجتماعي مستمرة في محاولة لفهم ما يحدث، بعد كل هذه الحوادث الإرهابية، لا زال يعيش بيننا من لا يفهم ولا يعي أسباب وجود الإرهاب.
يعترفون بأنفسهم على أنفسهم ونجد من يتجاهل ويصر على طرح سؤال أبهم من فعل ذلك ولماذا!؟
منذ أشهر بث تنظيم داعش الإرهابي فيديو يتوعد فيه الأقباط في مصر، ولا زلنا نسأل، بعد تفجير كنيسة البطرسية أعلن داعش مسئوليته، ولا زلنا نسأل، بعد استهداف جنودنا في سيناء كل مرة يعلن داعش مسئوليته ولا زلنا نسأل.
ينبغي تغيير الصورة النمطية الساذجة عن الإرهابيين، لكي تحارب عدوك يجب أن تعرف كل شيء عنه، كيف يفكر؟ ولماذا يقتل؟ ولماذا يتبنى الحوادث الإرهابية؟ وكيف يجند أشخاصا جددا؟ وكيف يقنع الانتحاري بقتل نفسه؟ وما مصادر تمويلهم؟ وكيف يكسبون تعاطفا رغم بشاعة جرمهم؟ وكيف يجهزون مشروع إرهابي بسهولة؟
هذه الأسئلة لابد أن نكون جميعا متفقين على أجوبتها، لأنها كالشمس في وضح النهار لكل ذي عقل، أما إذا كانت هذه الأسئلة لا زالت أجوبتها محل خلاف ووجهات نظر، فالحل سيظل غائبا تائها، وننتظر مزيدا من إرهابهم، ومزيدا من سفك الدماء والفساد في الأرض، ومزيدا من الجهل.