درس علاء أبو زيد في استرداد الأرض المنهوبة!
منذ فترات ونرغب في الكتابة عن تجربة اللواء علاء أبو زيد محافظ "مطروح".. من كيفية التعامل مع محافظة على خطوط النار على الحدود الشرقية، ولا مع محافظة تتباين مكوناتها من قبائل مختلفة وبدو ومنتقلين من الوادي لاستكمال مسيرة نجاحهم هناك، ولا لقدرته على إزالة كل معوقات الاستثمار وهزيمة البيروقراطية والروتين، حتى إن "مطروح" استقبلت مؤتمرا اقتصاديا كبيرا لا يقل نجاحا ولا أثرا عن مؤتمر شرم الشيخ.
لكننا سنؤجل للأسف الحديث عن ذلك كله وكل نقطة منه تحتاج إلى مقال مستقل لننقل اليوم تجربة اللواء أبو زيد في التعامل مع قرار استرداد أراضي الدولة وتفسيره له وتطبيقه وفقا لتفسيره له.. فاللواء أبو زيد وقبل أيام بل وقبل اجتماع الحكومة المصرية وتأكيدها على عدة شروط لانتزاع الأرض المنهوبة وجدناه على شاشات الفضائيات يعلن أنه لا ينزع أرضًا إلا التي صدر لها قرار انتزاع ولا يهدم مبنى إلا الذي صدر له قرار إزالة، والأهم قوله أنه لا يهدم بيتا مخالفا للقانون وصدر قرار بهدمه إلا بعد توفير منزل بديل لمن فيه وأنه لن يسمح بوجود مشرد واحد على أرض "مطروح" وأضاف أبو زيد في تصريحاته أنه انتهى عصر التمييز في تطبيق القانون بل إنه بدأ بالمتنفذين ممن يتصورون أنهم لهم نفوذ يحميهم!
لو باقي محافظو مصر التزموا بذلك لكان خيرا لهم ولأهالي محافظاتهم وما رأينا شجرا يقطع وبيوت تهدم في تفسير منحرف للقرار فقطع الشجر محرم حتى في الحروب ضد الأعداء.. ولا يصح تشريد الآلاف ونحن نسترد حق مصر وأهلها ونحن أصلا نسعى لتوفير المأوى المناسب لسكان الأماكن المحرومة فليس من المنطق أن نزيد من أعداد اللاجئين الباحثين عن مأوى!
استرداد الأرض أروع وأشرف وأهم معارك السيسي ولا ينبغي تشويهها بل لا ينبغي إلا حشد الشعب خلفها وخلف الرئيس.. ويبقى السؤال: لماذا طبق علاء أبو زيد-مع حفظ الألقاب- القرارات بهذه الطريقة؟ والإجابة لأنه الأكثر فهما لها والأكثر وعيا بوظيفته ودوره ولا يعرف الارتعاش ولا التردد في الاشتباك مع القرارات المهمة، كما أنه يصدق فعليا أنه رئيس جمهورية المحافظة التي يتولى مسئوليتها خلاف الكثيرون في محافظات أخرى بعضهم لا يعرف حتى قانون الإدارة المحلية!
تعلموا منه.. من فضلكم !