رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الأوقاف: إخراج الزكاة يضمن التكافل والتراحم

وزير الأوقاف محمد
وزير الأوقاف محمد مختار جمعة

نشر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، اليوم الجمعة، مقالا مهما على موقعه وصفحته حول "الزكاة وحركة الحياة" مترجمًا إلى خمس لغات إضافة إلى اللغة العربية.


وقال جمعة إن إخراج الزكاة إلى مستحقيها يعني أمورًا عديدة أهمها روح الرحمة والتكافل والتراحم الذي شرعه الحق سبحانه، فهي طعمة للفقير، بل هي حق له، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) لسيدنا معاذ بن جبل (رضي الله عنه) حين أرسله إلى اليمن: "إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" (صحيح مسلم)، وهي طهرة للمزكي، حيث يقول الحق سبحانه: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ” (التوبة: 103)، وهي نماء للمال حيث يقول سبحانه: "وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”(سبأ: 39)، ويقول الحق سبحانه: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ" (إبراهيم: 7)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكًا تلفًا ”، بل هي تحصين له، وهي مداواة للمريض، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ"، وهي وقاية للمال من الزوال، حيث يقول الحق سبحانه: ” هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" (محمد: 38)، ويقول سبحانه: "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا" (الكهف: 32)، ثم يقول سبحانه تعقيبًا على فعلتهم النكراء: "كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (القلم: 33)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ لِلَّهِ عبادًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، يُقِرُّهُمْ فِيهَا مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ، فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ"، ثم إن السخيَّ قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد عن النار، وإن البخيل بعيد عن الله، بعيد عن الجنة، بعيد عن الناس، قريب من النار.

وذكر أن الله قد وعد المنفقين بمضاعفة الأجر والثواب فقال سبحانه: "مثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (البقرة: 261)، ووعدهم بأن يخلف عليهم خيرًا مما أنفقوه، فقال تعالى: "وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ" (البقرة: 272).

وذكر: "وتوعد مانعي الزكاة وحابس المال بالوعيد الشديد فقال سبحانه: "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" (التوبة: 34)، وقال سبحانه مخاطبًا أهل النار: ” مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ" (المدثر: 42-43)، وقال سبحانه: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ *‏ ” (الماعون: 1-7)، على أن إخراج الزكاة والصدقات والوفاء بحق فروض الكفايات يخرج المال من محبسه ليُسهم في دوران حركة الحياة إطعام الجائع وكساء العاري ومداواة المريض، وإيواء المشرد مع ما يترتب على ذلك من فرص عمل ودوران لحركة الحياة، أما كنز المال وحبسه فيسهم في الجمود والركود، ويسير عكس ناموس الكون الذي إرادة الله (عز وجل)".
الجريدة الرسمية