رئيس التحرير
عصام كامل

«صعايدة البحيرة».. عصاميون نحجوا في الوجه البحري.. «تقرير»

فيتو

عندما بدأ أبناء الصعيد العمل في محافظة البحيرة أوائل القرن الماضي بحثًا عن الرزق أو توسيع تجارتهم، كان لأغلبهم أهداف في تحصيل المال من خلال بعض أنواع التجارة والصناعة التي يتقنونها والعودة إلى محافظاتهم مرة أخرى إلا أن كثيرا منهم استقر بها وكون أسرا وأعمالا كثيرة.


وفي حي أبو الريش بمدينة دمنهور تحديدًا تمركز المئات من "الصعايدة" واتخذوا من عصبتهم دعمًا وقوةً لهم في الشدائد، فمن العمل بالمخابز إلى عصائر القصب وبيع العسل الأسود، مرورًا بالمفروشات وانتهاءً بالبناء والمقاولات، مضت أنشطتهم نحو الريادة حتى عرف الصعايدة بالبحيرة بأنهم عصاميون أذكياء يبدأون من الصفر، ويعرفون كيف يخططون لمستقبلهم.

يقول الحاج عبد الله عبد الموجود: إن أسرا كثيرة قدمت من المنيا وقنا وسوهاج وأسيوط في أواسط القرن الماضي، بحثا عن لقمة العيش فاستقرت بجوار جمعية الصعايدة بحي أبو الريش، وبدءوا يعملون في صناعة الخبز، وأصبح لهم الكثير من المخابز في دمنهور، فالصعايدة "رجالة" لا يلتفتون إلى الترفيه والصغائر، ويؤكد آخر أن عددًا كبيرًا منهم قدم إلى البحيرة للاستثمار، فهم أبناء عائلات كبرى في الصعيد وقرروا التوسع لكن الأغلبية قدمت بحثا عن لقمة العيش.

ويضيف أحمد القناوي: تتركز مهن الصعايدة في الملابس والعصائر والمخبوزات؛ فمنطقة سوق سوريا بوسط المدينة بها العديد من محال الأقمشة كما أن معظم محال العصائر والمخابز في المدينة يملكها صعايدة.

ويؤكد أحد أهالي المدينة أن الصعايدة نجحوا فعليًّا في البحيرة واحتفظوا بعاداتهم وتقاليدهم الصعيدية، كما كونوا كتلة تصويتية عالية مكنتهم من دعم من يريدون من النواب خلال الانتخابات البرلمانية، بالإضافة إلى وصولهم إلى الكثير من المناصب الأخرى كرئاسة شعبة المخابز بالغرفة التجارية، وأبناؤهم أيضا ناجحون؛ فمنهم الأطباء والمهندسون والمحامون ويمتلكون أعلى الأبراج بالمحافظة.

ويؤكد عبد التواب السوهاجي، أن الصعيدي يأتي للبحيرة وأمامه هدف واحد لا يحيد عنه، ومفاده "نتعب 10 سنين ونرتاح العمر كله" فالعمل مهما كان صغيرًا أو حتى مجهدًا هو عمل ولا يعيب صاحبه، مؤكدًا أن أهدافه مرحلية "عمل فمالك عمل"، ولا تجد صعيدي لا يعمل؛ فالعمل بالنسبة له فعلا عبادة، مؤكدًا أنهم تجمعوا في البداية بمنطقة أبو الريش حبًا للولي التقي "سيدي عطية أبو الريش"، كما أن تلك المنطقة أقرب المناطق للطبيعة الصعيدية، وكانت في الماضي وحتى الآن مكانًا ناجحًا للتجارة والصناعة.
الجريدة الرسمية