شكري يكشف مبادئ مصر لإدارة علاقاتها الخارجية: دولتنا قوية وللصبر حدود.. موقفنا ثابت تجاه فلسطين.. علاقاتنا مع إيران مقطوعة.. واشنطن قادرة على وقف داعمي الإرهاب.. ونعمل مع إيطاليا على تجاوز أزمة ريجيني
حل وزير الخارجية، سامح شكري ضيفًا على الإعلامية رشا نبيل، في برنامج «كلام تاني»، المذاع على فضائية «دريم»، للحديث عن عدد من الملفات الخارجية والداخلية، مؤكدا أن مصر دولة قوية وقادرة على التصدي لأي محاولات تسعى لاختراق أمنها القومي، وأن العلاقة مع السعودية وثيقة ولا تتأثر بأي مهاترات.
العلاقة مع السودان
قال شكري: "إن العلاقة بين الشعبين المصري والسوداني وثيقة ومحمية بتاريخ وعندما يكون هناك أي سوء فهم يتم توضيحه، وحديث الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس كان واضحًا، فمصر تعمل من أجل الخير وليس من أجل المؤامرة، كما تسعى لتحقيق مصالح الشعبين المصري والسوداني وتحقيق طموحات شعبها على المستوى الداخلي، ومصر ليس لها دوافع لزعزعة الأمن في السودان".
نصيحة للبشير
نصيحة للبشير
وأوضح الوزير: "إن هناك حالة تكامل بين مصر والسودان، وعلى الرئيس السوداني إعادة النظر في تصريحاته، ومن الضروري مراجعة ذلك لما له من تأثير على الجانب السوداني"، لافتا إلى أن مصر تسعى لتعزيز علاقاتها مع كافة دول أفريقيا؛ لتلافي أي سوء فهم، فالرواسب إذا تركت تتكرر تصبح جرحًا نافذًا، مشيرًا إلى أنه اتفق مع وزير الخارجية السوداني على ضرورة وضع ميثاق شرف إعلامي بين المؤسسات الإعلامية بالدولتين".
سد النهضة
وكشف وزير الخارجية: "إن القنوات مفتوحة مع وزير الخارجية السوداني ومواقفه داعمة للعلاقة بين البلدين"، مشيرًا إلى وجود دوائر كثيرة لديها مصلحة في العبث بمصالح مصر والسودان وكل من يحاول زرع الفتنة بين مصر والسودان يهدف إلى الشر وسيتم مواجهة ذلك بالشر أيضًا.
وتابع: "الرأي العام المصري لديه حق للاهتمام بقضية العلاقة مع السودان، وليس هناك أي تهاون من الدولة ومؤسساتها في قضية سد النهضة فالاتفاق الثلاثي وضع مسار يحكم العلاقة بين مصر والسودان وإثيوبيا في قضية سد النهضة، ونثق أن الاتفاق يتم تنفيذه بحقوق إثيوبيا في التنمية".
آفة الإرهاب
وعن القمة الإسلامية الأمريكية التي استضافتها السعودية أكد وزير الخارجية أنها كانت هامة وجاءت كلمة الرئيس فيها معبرة عن آراء الشعب المصرى"، منوها بأن كلمة الإرهاب أصبحت آفة تهدد الأبرياء من شعوب العالم، وكان على الإدارة الدولية أن تجتمع لمواجهة الإرهاب".
ووصف "شكري" حادث مانشستر بالمقزز، وأن مواجهة الإرهاب لابد أن تقترن بمصداقية وإرادة، وتقليص المساحة التي حصلت عليها التنظيمات الإرهابية، التي يجب أن يوقف الجميع عن دعمها، فهي وإن توافقت اليوم مع مصالح بعض الأطراف لكنها ستنقلب عليها غدًا.
وأوضح: "إن العلاقة مع أمريكا عميقة ونتحدث معهم بشفافية ووضح ذلك في قضايا مكافحة الإرهاب، فواشنطن تملك القدرة على وقف التصرفات الداعمة للجماعات الإرهابية".
للصبر حدود
وأكد وزير الخارجية: أن الدولة المصرية لن تقبل أي تدخل أو أي محاولات لزعزعة استقرارها وأمنها القومي، والأجهزة الأمنية قادرة على حمايته، لافتا إلى أن الدبلوماسية المصرية متزنة وحكيمة وقوية ومؤثرة، ومصر دولة قوية وقادرة لحماية مصالحها ضد أي من يسعى للعبث بها، وعلى الجميع أن يفهم أن للصبر حدودا.
وأوضح شكري: "أن رؤية أمير قطر لا تتسق مع إرادة الشعب المصري وتصريحاته خروج عن المبادئ، ونفعل ما نراه مناسبًا في التوقيت المناسب لحماية مصالحنا".
القضية الفلسطينية
واستكمل وزير الخارجية: "إن العلاقات السياسية والدولية لا تقارن بالعواطف الفردية، ومصر قادرة على حماية أمنها القومي، ونسعى لنكون مثلًا في انتهاج سياسة دولية قائمة على المبادئ فالرؤية المصرية في حل القضية الفلسطينية ثابتة ويتم طرحها في كل مناسبة، وتصريحات الرئيس الأمريكي أثناء زيارته لإسرائيل تؤكد توجه لديه لحل القضية الفلسطينية، التي يكون أساس حلها ما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين".
التدخل الإيراني
ولفت «شكري » إلى أن تدخل إيران في شئون الدول العربية أمر مرفوض، وعلى كافة الأطراف خارج الصف العربي ألا يتدخلوا فيه.
وأضاف: "إن الوضع العربي أصبح سيئًا، فما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا سببه تدخلات من أطراف خارج الإقليم العربي وقمة الرياض كانت معنية في الأساس بالإرهاب، ومنهج مصر يؤكد أن الصراعات في المنطقة ليس لها حلول عسكرية، وكفة المؤيدين للحلول السياسية لتلك الصراعات تزداد الآن، فالتدخل العسكري لإنهاء الصراعات في المنطقة تسبب في تعقيد الأمور، والحلول السياسية وسيلة هذا العصر".
العلاقات المصرية السعودية
وشدد شكري على «إن مصر تعمل من أجل الوحدة العربية المشتركة والشرعية الدولية، والعلاقة المصرية مع إيران مقطوعة منذ 25 عامًا؛ بسبب تصرفات طهران ولم يتم التوصل لرؤية مشتركة لتطورها»، مضيفا بأن العلاقة المصرية مع الأشقاء العرب وثيقة وخاصة مع السعودية وتسير في اتجاه إيجابي، ولا تؤثر عليها أي توترات عابرة.
وتابع: «مصر تدعم الشرعية في اليمن، والسعودية تسعى لحلول سياسية للأزمة، حيث أعلن وزير خارجيتها دعمه لمسار الحل السياسي في سوريا».
تيران وصنافير
وعن اتفاقية ترسيم الحدود قال وزير الخارجية إن اتفاقية تيران وصنافير تأخذ منحاها الداخلي في طريقة تنفيذها عبر مؤسسات الدولة.
وأضاف أن الإخوان وغيرهم يحاولون رسم صورة غير حقيقية عن الأوضاع في مصر، مشيرا إلى أن هناك بعض من نطلق عليهم نشطاء يضخمون الأمور في مصر، خارجيا، موضحا «ما يتم تداوله عن وجود اختفاء 40 ألف شخص قسريا أمر يقلقني كثيرا، وهو أمر مخالف للحقيقة يتم ترويجه بقصد الإساءة لمصر».
قضية ريجيني
وعن قضية قضية الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، قال «شكري»، إنها مؤلمة ولها أثرها على العلاقة بين مصر وإيطاليا الذي نعمل على تجاوزه، مشيرًا إلى أن مصر تعاملت مع الجانب الإيطالي بقدر كبير من الشفافية في قضية ريجيني.
وحول عودة السياحة الروسية إلى مصر، أكد الوزير أن موسكو صاحبة قرار عودة الحركة السياحية لمصر وفقًا لرؤيتها.
وأوضح وزير الخارجية: «أن الوزارة تتابع عمل الدبلوماسيين من خلال جهاز التفتيش بآليات عمل ثابتة»، لافتًا إلى أن الخارجية وزارة صغيرة والعدد بها محدود.