رئيس التحرير
عصام كامل

وثائق بن لادن تفضح علاقة قطر و«الجزيرة» بالقاعدة

فيتو

سلطت تقارير صحفية، الضوء على وثائق «أبوت أباد» لأسامة بن لادن التي تمت مصادرتها من قبل القوات الأمريكية خلال الهجوم على مقره السكني في باكستان، بهدف كشف أبعاد الدور القطري في تنظيم القاعدة.


وبحسب موقع «العربية نت» السعودي، برز الدور القطري، من خلال رسالة مطولة وجهها أسامة بن لادن قبيل مقتله إلى زوجته الصغرى خيرية صابر خلال استضافتها في إيران مع ابنها وريث القاعدة حاليًا حمزة بن لادن ضمن عدد كبير من قيادات القاعدة وأسرة بن لادن، والممهورة بتاريخ الجمعة 30 صفر 1432هـ، قال فيها: "ذكرت في رسالتك أنهم كانوا يقولون بأنهم إما أن يسفروكم إلى قطر أو سوريا.. فما الرأي الذي أبداه محمد وإخوانه وأنت وحمزة عند ذلك.. وهل طلبت الذهاب إلى قطر؟ وإن طلبت فبماذا ردوا؟ والمراد أن نفهم هل تعمدوا إخراجكم إلى هذا الاتجاه لمتابعة مسيرتكم حيث إنهم توقعوا مجيئكم إليَّ؟".

وإلى جانب عملية تمويل الجماعات الإرهابية، اتهمت قطر من قبل المجتمع الدولي باستضافة عدد من مقاتلي وعناصر تنظيم القاعدة والمقاتلين الأفغان العرب ومقاتلي طالبان كان من بينهم، وبحسب ما ذكره، خالد شيخ محمد المخطط لتفجير 11 طائرة أمريكية على المحيط الهادي، ومنفذ عملية الهجوم على إحدى الطائرات الفلبينية وقتل أحد ركابها، وهو ابن أخت رمزي يوسف المخطط لتفجير مركز التجارة العالمي سنة 1993، نقل أسرته إلى قطر بناء على نصيحة من وزير العمل هناك، عمل مهندسًا في وزارة الكهرباء والماء، وسافر مرارًا على حساب الوزارة. ورغم عمل محمد في إحدى المؤسسات الحكومية، ادعت قطر بحسب الاستخبارات الأمريكية "عدم استطاعتها إيجاده ليتم إخراجه سرًا من قطر بينما كانت فرقة من الـ"إف بي آي" تنتظر بأحد فنادق الدوحة".

بالإضافة إلى ذلك، كان ما أكدته فتيحة المجاطي زوجة عبد الكريم المجاطي، أخطر مطلوب للسلطات المغربية، لدوره في إنشاء خلايا إرهابية وانتحاريين في المغرب، إلى جانب دوره المركزي في تفجيرات الدار البيضاء بانتقالها هي وزوجها من أفغانستان إلى بنجلاديش وصولًا إلى السعودية بجوازات سفر "قطرية" مزورة إلى جانب المغربي يونس الحياري زعيم تنظيم القاعدة في السعودية، المطلوب الأول على قائمة الـ36، الذي قتل في عملية أمنية في حي الروضة شرق العاصمة الرياض في 2005، الذي تمكن من الدخول إلى السعودية بجواز سفر بوسني مرورًا بقطر.

ومنذ أكثر من 3 عقود اعتبرت قناة الجزيرة القطرية، هي النافذة الإعلامية الوحيدة للتنظيمات المتطرفة وقيادات تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وغيرها من الحركات والتنظيمات الراديكالية المتطرفة، والتي دأبت على بث كافة مقابلات ورسائل تنظيم القاعدة من بينهم زعيم التنظيم أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري.

العلاقة الرومانسية ما بين قناة الجزيرة وتنظيم القاعدة أوضحها أسامة بن لادن، كما جاء في إحدى رسائله التي كشف عنها ضمن وثائق أبوت آباد التي صادرتها القوات الأمريكية خلال الهجوم على مقره السكني في باكستان، مشددًا فيها على أهمية الحفاظ على العلاقة مع تلك القناة جيدة في إطار المعركة الإعلامية وذلك "لتقاطع المصالح بينهما".

وقال: "إن القنوات الفضائية اليوم أشد الشعراء الهجائيين في العصر الجاهلي، واليوم تعادينا معظم القنوات وأما هذه القناة "فقد تقاطعت مصالحها مع مصالحنا، فقد يكون من المفيد ألا نستعديها ومع أنها قد تحصل منها أحيانًا بعض الأخطاء ضدنا إلا أنها محدودة وباشتباكنا معها ستزداد تحاملًا".

وفي رسالة أخرى لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، أكد خلالها العلاقة القطرية مع الجماعات المصنفة إرهابيًّا، وكذلك علاقاتها مع طهران، وكما جاء في الرسالة المؤرخة 11 جمادي الأولى 1430هـ والمخصصة لمناقشة فتح الجبهة مع النظام الإيراني، قال: "وقد ألبس هؤلاء الصفويون على الناس دينهم وهم يدّعون الإسلام ونصرته ونصرة قضية فلسطين، لذا فسيجد هذا النظام المخادع مدافعين عنه من بعض المسلمين الذين لا يعرفون حقيقة كفره ونفاقه، فضلًا عن الزنادقة والمنافقين الذين قد جندوهم من أمتنا، ناهيك عن تحالفه مع النظام السوري والقطري، مما هيأ له منبرًا إعلاميًّا مهمًا في المنطقة، وأعني بذلك تلك القناة، أضف إلى ذلك تحالفه مع حركة المقاومة حماس والجهاد وبعض الفصائل المقاومة الأخرى".
الجريدة الرسمية