يوسف زيدان: «إن لم أكن متخصصا فليس في العالم متخصصون»
رد الكاتب الدكتور يوسف زيدان على بيان الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، الذي وصفت فيه تصريحاته حول صلاح الدين الأيوبي بأنها: "غير علمية وغير مسئولة ومبنية على خيالات شخصية وصادرة من غير متخصص"، مؤكدا أنه إذا لم يكن متخصصا فليس في العالم أي متخصصين.
وجاء رد زيدان عبر حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» على النحو التالى:
الردُّ الواضح على البيان الفاضح (2)
يضاف لما سبق، أنني حصلتُ على درجة الأستاذية في مجال: الفلسفة الإسلامية وتاريخ العلوم.. تاريخ العلوم.. تاريخ العلوم! ومن لديه شكٌّ في ذلك، فليرجع إلى المجلس الأعلي للجامعات. فكيف يجوز وصفي بأنني: غير متخصّص!
ومن النقاط الشكلية المرتبطة بالجانب الموضوعي، أن البيان الصادر في يومين متتالين بصيغتين متطابقتين، لم يزد في الإضافة الخطيرة التي تمت في نسخته "النهائية" المعدّلة، إلا وصفهم لصلاح الدين بالسلطان الناصر.. وهو وصفٌ خاطئ وفيه من (التعمية) مالا يصح من أساتذة التاريخ العارفون حقائق الأمور، فكلمة "الناصر" المراوغة هذه، عبارة عن اختصار لأحد الألقاب الكثيرة التي خلعها الخليفة الفاطمي المغدور به، على صلاح الدين! ونصُّ اللقب كالتالي: الملك أبو المطرف ناصر أمير المؤمنين العاضد لدين الله الفاطمي (وصديقي الدكتور أيمن يعرف أن ما أقوله صحيح.. يعرف ذلك جيدًا، فلماذا يخايل ويتحايل).
ومن الجانب الموضوعي المرتبط بالجانب الشكلي: أن رئيس الجمعية الدكتور "أيمن" متخصّص في المقريزي، وله في أعمال هذا الرجل دراسات وتحقيقات مرموقة.. وهو يعلم، وكان سعيدًا بذلك، أنني اكتشفت قبل عشرين سنة مخطوطة كتبها المقريزي بخط يده. وتناقشنا طويلًا في ذلك. فكيف يقول بعد هذه السنوات (أو يوافق الذين أرغموه على القول) إنني غير متخصّص! بعد هذه المؤلفات التراثية التي أصدرتها واحتفت بها بلاد العالم شرقًا وغربًا ونالت جوائز: جائزة المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في مجال الفقه الطبي وتاريخ العلوم 1995، جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في مجال التراث العربي 2005، جائزة مؤسسة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشبان 1996 وجوائز أخرى عديدة (ليس منها جائزة واحدة من مصر، لأنني لا أتقدم للجوائز المصرية) فكيف يجوز يا جمعية أكاديمية وصفي بغير المتخصِّص وصاحب التصريحات المبنية على خيالات شخصية ! لولا قوله تعالى "ولا تزكّوا أنفسكم" لقلتُ: إذا لم أكن متخصِّصًا، فليس في العالم أي متخصّصين.
ومن الجانب الموضوعي الذي لا علاقة له بالشكل: أن البيان الفاضح لم يرد على أي حقيقة تاريخية من تلك التي انطلقتْ رؤيتي الموضوعية (العلمية، الأكاديمية ).. وصديقي الدكتور أيمن، الذي لازلت أقدّره، يعلم أن المؤرخ العظيم الذي تخصّص هو فيه "تقي الدين المقريزي" هو الذي قال بالحرف إن صلاح الدين الأيوبي هدم 18 هرمًا في الجيزة ليبني قلعته (وهي قلعة كالمخبأ، لم تقم يومًا بالدفاع عن القاهرة إذا حوصرت ! لأن القاهرة لم تُحاصر طيلة تاريخها)..
والمقريزي هو الذي قال إن صلاح الدين قتل من الذين ثاروا عليه في القاهرة انتقامًا لاغتياله "مؤتمن الخلافة الفاطمية" أكثر من خمسين ألف شخص مسلم (وشمس الدين الذهبي، المؤرخ العظيم، يقول إن عدد الثوار كان مائتا ألف شخص قتل صلاح الدين معظمهم).. والمقريزي هو الذي قال إن صلاح الدين فصل بين ذكور الفاطميين والإناث منهم، وأوكل أمرهم للبشع "قراقوش" لينقرضوا (كلمة "لينقرضوا" هي التي استعملها المقريزي، وقد انقرضوا فعلًا).. والمقريزي هو الذي قال الكثير مما يكتمه الدكتور أيمن.
.. يكفي هذا..
.. يكفي هذا..