رئيس التحرير
عصام كامل

ضحايا حملة «استرداد الأراضي» مشردون في صحراء بني سويف.. «تقرير»

فيتو

شهدت محافظة بني سويف حالة من الغضب سيطرت على مئات الأسر، المتضررة من حملة «استرداد أراضي الدولة» التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتنفذها الأجهزة التنفيذية والأمنية بالمحافظة، على مدى أسبوع أعلنت فيه عن استردادها 35 فدانًا، بينها مساحات شاسعة تتجاوز القطعة الواحدة الـ100 فدان، ومساحات أخرى تتراوح مساحاتها بين 70 و140 مترًا تسكن بعضها أسر أجبرها الفقر المدقع على مجاورة الضباع والذئاب بصحراء المحافظة.


منازل الأرامل والمطلقات
حالة الغضب التي انتابت عددًا من المتابعين للحملات المتواصلة بجميع المراكز سببها إصرار مسئولي المحافظة وعلى رأسهم المهندس شريف حبيب، على إزالة تلك المساحات البسيطة وطرد سكانها بدعوى استعادة هيبة الدولة، واسترداد ثرواتها، وتسببت في التعاطف مع هذه الأسر التي عجز أولياء أمورها منهم «أرامل ومطلقات» عن تدبير مكان آخر للمعيشة عقب إزالة مسكنهم البسيط، واتخذوا من أطلال منازلهم مسكنًا يأويهم من حرارة شمس الصحراء، بعدما عجزت صرخاتهم عن إيقاف لوادر ومعدات الحملة عن إزالة استقرارهم ومأمنهم المتمثل في مسكنهم البسيط.

إزالات بني سليمان
انتقلت «فيتو» لقرية بني سليمان الشرقية، التابعة لمركز بني سويف، بشرق النيل، وهى إحدى القري التي تضم عشرات الأسر المتضررة من حملة الإزالات، بعدما انهارت منازلهم أمام أعينهم بفعل جرافات ولوادر المحافظة، في البداية التقينا أشرف مسعد، أحد أهالي القرية، فقال: استيقظنا صباح الأحد الماضي على أصوات المعدات الثقيلة تتقدمها قيادات تنفيذية وأمنية لإزالة التعديات الواقعة على أراضي الدولة، وهو الأمر الذي أسعدنا جميعًا لشعورنا بأن الدولة بدأت تستعيد هيبتها وتسترد ممتلكاتها من تحت أيدي الأثرياء ورجال الأعمال، ممن سيطروا على آلاف الأفدنة.

منازل الـ90 مترًا
وواصل: لم تستمر سعادتنا كثيرًا عندما رأينا اللوادر والمعدات تتجه صوب منازل لا تتعدى مساحة بعضها 90 مترًا، تقطنها أسر أجبرها الفقر المدقع والظروف المأساوية على السكن بجوار الضباع والذئاب، فمنهم المطلقة والأرملة والمعاق والمهاجر من مسقط رأسه بإحدى محافظات الصعيد، ورفض مسئولو المحافظة الإنصات لدوي صرخاتنا وطلباتنا بالتقنين، وفى لحظات انهارت جدران وتشردت أسر تجاوز عددها الـ135 أسرة منهم 37 أسرة ليس لها مسكن سوى ما تبقى لها من حطام منزلها.

مصر مش طابونة
وقال محمد علي، محام، من قرية منشأة عبدالصمد، مركز إهناسيا: تابعنا جميعًا كلمات وتعليمات وأوامر الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي أطلقها خلال كلمته بافتتاح مشروعات تنموية في محافظة قنا الأسبوع الماضي، عندما قال «مصر مش طابونة» حيث كانت كلمات وتعبيراته تؤكد أن الدولة ستسترد أرضها من هؤلاء الأباطرة ومن استفادوا طوال سنوات عدة من هذه المساحات التي لا تصل العين لنهايتها، وحولوها لشركات ومصانع ومزارع، وشدد على عدم تنفيذ الإزالة على الأراضي المزروعة «شرط الجدية» أو الأراضي التي لها طلبات تقنين مسبقًا، فما بالك بمساحات لا تتعدى الـ90 مترًا وتسكنها أسر «لا حول لها ولا قوة» يقينًا سكنوا العراء عقب إزالة هذه الجدران الهشة، دون الإنصات لصرخاتهم وتوسلاتهم.

عشش فراخ
ولفت إلى أن اللجنة التنفيذية لم تسمع لحديث أحد بشأن تقنين وضع اليد، مؤكًدا أن الإزالة كانت عشوائية واستهدفت في بعض القرى «عشش الفراخ» وأهدرت وقت ومجهود الحملة في إزالات لم يشر إليها الرئيس في توجيهاته، التي كانت واضحة للعامة وحدد فيها هدفه باسترداد الأراضي من الأغنياء والأثرياء وليس هؤلاء البسطاء والغلابة.

الزراعات الجادة
من جانبه أكد المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، أنه كلف بعدم إزالة أي زراعات جادة أو مشروعات تنتج لحين تقنين وضعها القانوني، مشددًا على مدير عام الأملاك بحصر بيانات أصحاب تلك الزراعات والمنشآت وأن يتوجهوا فورا إلى ديوان عام المحافظة لدراسة أوراقهم ووضعهم القانوني وتحديد آليات التقنين لحالاتهم.

مكتب تقنين الأراضي
وأكد المحافظ أنه شكل مكتبا فنيا تابعًا له شخصيا لتلقي وبحث طلبات تقنين أراضي الدولة وفق الضوابط التي وضعتها لجنة استرداد أراضي الدولة ورفع الدراسة والتوصيات للجنة، لافتًا إلى أن الهدف من تشكيل المكتب الفني، هو التسهيل على المتقدمين الجادين وتقديم كل أوجه الدعم والتسهيلات للإسراع في توفيق الأوضاع، خاصة أن هذا المكتب يضم أقساما فنية وقانونية ومالية لإعداد الدراسات اللازمة مكتملة من كل النواحي.

تكليفات الرئيس
وشدد المحافظ على استمرار حملات استرداد أراضي الدولة وإزالة التعديات عليها بكل أشكالها تنفيذًا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكومة بمواجهة التعديات على أراضي الدولة بكل حزم وسرعة، مشيرًا إلى أن الحملات بالمحافظة تتم وفق خطة متكاملة وبرنامج زمني محدد وبتنسيق كامل مع القوات المسلحة والشرطة.

رغبة في التقنين
وأشار المحافظ إلى أنه خلال إشرافه المباشر على حملات إزالة التعديات على أراضي الدولة، أبدى العديد من الشركات والأفراد والجمعيات الجادة استجابتهم الكبيرة لأتباع المسار القانوني لتقنين أوضاعهم، موضحًا أن عددًا كبير من المتعدين يتوجهون إلى ديوان عام المحافظة وبكل أوراقهم ومستنداتهم لدراستها تمهيدًا لعرضها على لجنة استرداد الأراضي واتخاذ اللازم نحو تقنين الأوضاع.
الجريدة الرسمية