بالصور.. «محلب يمنح حديقة الأزبكية قبلة الحياة».. تحتوي على أشجار تراثية يزيد عمرها على 150 عاما.. القاهرة تعلي أسوارها لمنع الممارسات غير الأخلاقية.. ومدير الحدائق المتخصصة يكشف مراحل التطو
من بركة أيام المماليك إلى حديقة في عهد الخديو إسماعيل، أصبحت حديقة الأزبكية، اليوم واحدة من حدائق القاهرة التراثية، فكل ركن بها شاهد على ما سطرته كتب التاريخ.
ورغم القيمة التاريخية والأثرية للحديقة، فإنه في عام 2007 تم اقتطاع جزء منها بسبب أعمال حفر بمترو العتبة، وتبقى جزء صغير للمحافظة، عانى سنوات من الإهمال، وكان يستخدمه الباعة الجائلون مبيتًا لهم، إلى أن قرر المهندس إبراهيم محلب، رئيس اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية، أن يمنح الحديقة قبلة الحياة، لإحياء تراثها، بعد أن أخفت معدات المترو ملامحها، فطالب بسرعة قيام هيئة المترو بإخلاء أراضى حديقة الأزبكية التي تشغلها تمهيدا لتنفيذ خطة تطوير الحديقة، وإعادة إحيائها كجزء مهم من تراث القاهرة الخديوية.
تراث مسجل
وأكد اللواء محمد سلطان، مدير مشروع الحدائق المتخصصة في محافظة القاهرة، أن حديقة الأزبكية مسجلة كحديقة تراثية، لما تحتويه من أشجار يزيد عمرها على 150 عاما، ويعود اسمها إلى الأمير سيف الدين بن أزبك قائد جيوش السلطان قايتباي الذي أهداه مكان الحديقة فأنشأ فيها بركة وقصرا له، لينتشر العمار بعد ذلك بالأزبكية وتصبح مجتمعا سكنيا منفصلا عن باقى المحروسة.
قرار الخديو إسماعيل
وأضاف سلطان لـ«فيتو»، أن الخديو إسماعيل أراد تحويل هذه البركة إلى حديقة تضاهى حدائق باريس، فتم ردم البركة عام 1864 م، وأوكل المهندس الفرنسى مسيو "باريل ديشان بك"، والذي صمم غابات "بلونيا" قرب باريس، مهمة إنشاء الحديقة وذلك في 1867م، وتم افتتاحها في 1872 م بحضور الخديو وكانت مساحتها 20 فدانا، إلا أنه مع مرور الزمن تم اقتطاع 10 أفدنة منها لإنشاء سنترال العتبة، ودار الأوبرا، وإدارة مرور وسط القاهرة.
عبق التاريخ
ولفت مدير مشروع الحدائق المتخصصة في محافظة القاهرة إلى أنه رغم اقتطاع جزء كبير من الحديقة، فإنه ما زال هناك ما يفوح منه عبق التاريخ، كالنافورة الرائعة المملوءة بنقوش نباتية، وبقايا الصخرة الموجود بداخلها كهوف داخلية، ولكنها تم سدها لدواع أمنية، فضلا عن الأشجار التراثية كالتين البلغارى، البندق، البرخمية، نخيل الفينكس، الكلنانا"، وعمرها يزيد على 150 عامًا.
وأشار سلطان إلى أنه تم وضع تصور من قبل إدارة المشروع لتطوير الحديقة وإعادتها إلى سابق عهدها، وتمت الاستعانة بالرسومات الأصلية للحديقة، لاستعادة ما تم اقتطاعه، كأكشاك الموسيقى، والتاج الملكى، وتسعى المحافظة إلى استعادة جزء كبير من أصل مساحة الحديقة من هيئة مترو الأنفاق من أجل التطوير.
إعادة الحديقة
وتابع: "المترو يقتطع 27 ألف متر مربع من إجمالى 40 ألف فدان، منذ 2007 عند بدء أعمال الحفر، وفور إخلاء المترو، وإعطاء القيادة السياسة الضوء الأخضر لبدء التطوير، سيتم إعادة الحديقة كما كانت في الماضى، حيث كانت تقام بها العديد من الاحتفالات الملكية، كاحتفالية عيد الملكة فيكتوريا من قبل الجالية الإنجليزية، وعيد الجلوس السلطانى، فضلا عن غناء أم كلثوم ووديع الصافى على مسرح الأزبكية "المسرح القومى "حاليا.
وقال سلطان إنه تم تعلية سور الحديقة ووضع سلك شائك أعلاه، لمنع أي محاولة دخول للحديقة غير قانونية، ومنذ تعلية السور، وزيادة عناصر الأمن، اختفت الأفعال غير الأخلاقية التي كانت تشهدها الحديقة، موضحًا أن وجود الحديقة وسط ميدان العتبة جعلها في السنوات الماضية مأوى للباعة الجائلين.