رئيس التحرير
عصام كامل

«ورطة قطر».. تصريحات خطيرة لـ«تميم» تثير زوبعة في مصر والخليج.. وزير خارجية «الدوحة» يصعد الأزمة بإعلان سحب سفراء دولته من 5 دول عربية.. ووكالة «قنا» تحاول إنقا

تميم بن حمد أمير
تميم بن حمد أمير قطر

أثارت تصريحات مثيرة عن الوضع في قطر ودول الخليج ومصر "زوبعة" في المنطقة العربية، لما تحمله من مكاشفة لواقع الخلافات المرير بين الدوحة والعواصم العربية؛ بسبب دعم المشيخة للإرهاب.


نقلت وكالة الأنباء القطرية عن تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، قوله: "إن ترامب يواجه مشكلات قانونية في بلاده"، كاشفًا عن توتر في العلاقة مع إدارة ترامب.

وقال أمير قطر إن ما تتعرض له بلاده من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار، معروفة الأسباب والدوافع.

وأضاف: "سنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات حماية للدور الرائد لقطر إقليميًّا ودوليًّا، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها".

جاء ذلك في حديث أمير قطر بعد حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال.

وقال تميم: "إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا، ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش".

وأضاف أن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها نسخة متطرفة من الإسلام، لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات، تجرِّم كل نشاط عادل.

وأضاف: "لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب؛ لأنه صنَّف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله".

وطالب مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بمراجعة موقفها المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة، مؤكدًا أن قطر لا تتدخل بشئون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه.

وأشار إلى أن قاعدة "العديد" مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، وذلك في تشابك للمصالح، يفوق قدرة أي إدارة على تغييره.

وعن القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي شاركت فيها قطر بالرياض دعا إلى العمل الجاد المتوازن بعيدًا عن العواطف، وسوء تقدير الأمور؛ ما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجددًا نتيجة ذلك. وبيَّن أن قطر لا تعرف الإرهاب والتطرف، وأنها تود المساهمة في تحقيق السلام العادل بين حماس (الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني) وإسرائيل؛ بحكم التواصل المستمر مع الطرفَيْن، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة.

وشدد أمير قطر على أن بلاده نجحت في بناء علاقات قوية مع أمريكا وإيران في وقت واحد نظرًا لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي، لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى، تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة.

نفي غير مفهوم

وبعد ساعات من تداول تصريحات تميم المثيرة للجدل، سارعت وكالة الأنباء القطرية "قنا" بنفي الحديث الذي جاء على لسان الأمير رغم نشره بعدة لغات على الوكالة، زاعمة تعرض الموقع الإلكتروني الرسمي لها للاختراق ودس هذه التصريحات بهدف الوقيعة بين قطر والعرب.

وتعطل بعدها الموقع الرسمي للوكالة وفشلت محاولة عدد كبير من القراء في المنطقة العربية في تصفحه بعدما تعرض لما يشبه الحجب التام.

سحب السفراء

بعد ساعات قليلة من تصريحات الأزمة التي جاءت على لسان الأمير شخصيا وتم نفيها فيما بعد، عادت الوكالة الرسمية لبث خبر من خلال صفحتها الرسمية على موقع "تويتر" مفاده صدور تعليمات صادرة من وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بسحب سفراء قطر لدى السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات.

وقالت «قنا» في تغريدة على حسابها الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إن وزير الخارجية يعلن سحب سفراء قطر من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، وطلبت قطر مغادرة سفراء هذه الدولة خلال 24 ساعة».

الوكالة التي تعيش ما يشبه حالة الانقلاب الداخلي، عادت بعد دقائق لنشر خبر آخر على لسان وزير الخارجية ينفي صدور تعليمات بسحب السفراء من العواصم المذكورة، مدعيًّا أنه لم يقل هذا الكلام وأن تصريحه أخرج من سياقه.

هجوم عربي 

في المقابل شنت وسائل الإعلام السعودية هجومًا غير مسبوق على أمير قطر وبلاده، ونقلت التصريحات المنسوبة له على أنها عداء علني للعواصم الشقيقة ولم تنطلِ عليها أساليب النفي الصادرة عن الإمارة.

ووصفت قناة «العربية» السعودية، وموقعها الإلكتروني تصريحات الأمير بـ«الغريبة»، مبرزةً في العناوين تأكيده على التعاون مع إيران وإسرائيل.

قال جميل الذيابي، رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية: «إن خبر الهجوم على مصر والدول العربية، من تميم بن حمد أمير قطر، نشر على كافة المنصات الرسمية لوكالة الأنباء القطرية ويبعد حجة الاختراق، وهو ما يفيد تعمد إهانة تميم لهذه الدول».
الجريدة الرسمية