يوسف زيدان يوضح أسباب حملة الهجوم عليه بعد انتقاده صلاح الدين
كشف الكاتب الروائي يوسف زيدان، عن سر هجوم الناصريين والإخوان والقوميين عليه بعد هجومه على صلاح الدين الأيوبي.
وقال "زيدان" عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك": «يغفل كثيرون عن وجاهة قوانين المادية الجدلية التي وضعها كارل ماركس، وبالمناسبة لستُ ماركسيًا لكنني أحترم هذه الفلسفة في جانبها الديالكتيكي "الجدلي"، ومنها قانون وحدة الأضداد وصراعها.. وهو القانون الذي يفسر الكيفية التي تتعارض بها طبقات البروليتاريا "العمال" والبرجوازية وأصحاب رءوس الأموال، ومع ذلك فإن هذه الطبقات تشكِّل بمجموعها: النظام الرأسمالي».
وتابع: "حين هتف المصريون "الشعب يريد إسقاط النظام" كانوا في غفلةٍ وعدم وعي بهذا القانون، فظنوا أن إسقاط مبارك يكون بالتحالف مع معارضيه من الإخوان والسياسيين المناوئين له، ولم يفهموا أن "النظام" هو كل هؤلاء.. وكما رأينا جميعًا، فقد كانت نتائج هذا القصور في الوعي العام، مريعة ولهذا كنتُ أيامها أكتب كثيرًا وأُردِّد: الوعي وقود الثورة".
وأضاف "زيدان": "لأن النظام الذي قام بمصر في النصف الثاني من القرن العشرين، وامتد في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والجزائر، كان يقوم على إعلاء صورة المخلِّص المحارب المتشح برداء القومية، فقد كان مقلوب هذه الصورة هو المخلص المجاهد المتشح برداء الدين الحنيف. ولعجز كلا الجانبين عن إنجاز وعدهما منفردين، تلاقت مصلحتهما عند إمهال الجمهور إلى حين ظهور المخلص، وجرت عمليات التقارب والتنافر بين أولئك وهؤلاء على قاعدة وحدة الأضداد وصراعها".
وواصل الكاتب الروائي كلامه: "كان وهمُ الفارس الإسلامي العروبي "المخلِّص" المتمثل في صلاح الدين الأيوبي، الخيالي لا الفعلي، هو إحدى نقاط الالتقاء بين الفريقين.. فبالغ كلٌّ منهما في إعلائه الوهمي، للإيهام به بأن المشروع التحرري سيتحقق لا محالة، وليس علينا إلا انتظار ظهور المخلِّص: محرر القدس.. دون تحديد زمني لفترة الانتظار هذه، ودون اضطرار لبذل الجهد من أجل تحقيق الهدف المعلن، ما دام الهدف المخفي "السلطة الرسمية، الدينية" متحققًا".
وتابع: "من هنا، فإن أي خدش للصورة الخرافية المصنوعة للمخلص أو نقد الفكرة ذاتها على أي مستوى، من شأنه الإطاحة بمصالح الفريقين بأطيافها المختلفة وزعزعة سلطانها على التابعين.. من هنا نفهم ضراوة الهجمة التي أثيرت ضدي خلال الأيام الماضية، من أولئك وهؤلاء "مع أنهم متعارضون فيما بينهم"، وذلك لمجرد إبداء رأي مخالف لما استقر في الأذهان عن صلاح الدين. ومن هنا، أيضًا، نفهم السبب وراء سجن أحد المشايخ الظرفاء لمدة ثلاث عشرة سنة، لأنه شكّك في مصداقية فكرة "المهدي المنتظر" التي هي القاعدة الراسخة في الأذهان.. القاعدة التي تقوم عليها خرافة صلاح الدين الأيوبي الراسخة هي الأخرى في الأذهان".